لأول مرة بالولاياتالمتحدة الأميركية، انعقدت مجموعة العمل الإفريقية للحوار الاستراتيجي بين أميركا والمغرب، وهو الاجتماع الذي تم خلاله الاتفاق على تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات عدة؛ أبرزها المجال الأمني ومحاربة الإرهاب، ناهيك عن كل ما يهم الجانب الاقتصادي، وتعزيز الحكامة داخل القارة. وحسب ما نقلته الخارجية الأمريكية فإن الاجتماع، المنعقد بواشنطن ،عرف الاتفاق على "تعزيز التعاون لمعالجة القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجه القارة". وأضافت الخارجية الأميركية، في بيان لها، أن "الوفود المشاركة خلال اللقاء ناقشت فرصا جديدة للتعاون الثلاثي المحتمل في القارة، بما في ذلك تمويل التنمية والتجارة وتمكين الشباب"، وأيضا "مكافحة الإرهاب وبناء قدرات الأجهزة الأمنية في المنطقة، وتعزيز الحكامة". وفي هذا الإطار، قال عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني: "يجب الانتباه إلى أن المحدد الرئيسي في علاقة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالمغرب هو مؤسسة البنتاغون التي لها تقييمات للطبيعة الجيو-استراتيجية للدور الإقليمي للمغرب في شمال أفريقيا والمنطقة المتوسطية وداخل غرب أفريقيا"، مشيرا إلى أنه "بناء على هذه التقييمات، يظل المغرب شريكا مركزيا للولايات المتحدةالأمريكية". وأضاف اسليمي، ضمن تصريح لهسبريس، أن "الملاحظ اليوم أن حرص الولاياتالمتحدةالأمريكية على عدم وصول النفوذ الروسي إلى المحيط الأطلسي ومراقبتها للانتشار الصيني في شمال وغرب أفريقيا والاستراتيجية الجديدة للتحالف الدولي لمكافحة الارهاب المبنية على توزيع أدوار إقليمية جيو-أمنية، سيرفع من درجة الدور الإقليمي للمغرب في الاستراتيجية الأمريكية بهذه المناطق الجغرافية الثلاث: شمال أفريقيا، وشريط المحيط الأطلسي، ومجال غرب أفريقيا". وأردف قائلا: "نلاحظ هذه اللقاءات الدبلوماسية المغربية الأمريكية في الشهور الأخيرة، ويبدو أنها تعيد رسم ثوابت التعاون المغربي الأمريكي في القارة الأفريقية، خاصة بعد التطورات الأخيرة في شمال وغرب القارة نتيجة تزايد نفوذ روسياوالصين في هذه المناطق الحيوية الإفريقية"، مبرزا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعيد رسم توجهاتها الاستراتيجية في علاقتها بحليفها التقليدي المغرب، "وهي تنظر بعين جيو-أمنية للتقارير التي تشير إلى تزايد خطر الإرهاب وانتقاله من الشرق الأوسط نحو شمال أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء". وأوضح اسليمي أن أميركا "ترسم توجهها الاستراتيجي مع المغرب وهي تراقب التحرك الروسي في المنطقة المغاربية، وتراقب الصراع الجاري فوق الأراضي الليبية بين فرنسا وإيطاليا، كما أنها تعيد رسم علاقاتها مع الحليف التقليدي المغرب وهي تراقب مجريات الانتخابات الرئاسية الجزائرية وحجم التأثير الروسي فيها، أضف إلى ذلك أنها تعيد رسم هذه التوجهات وهي تخوض حربا اقتصادية وتجارية مع الصين التي بات لها موطأ قدم في شمال وغرب أفريقيا". وخلص المتحدث إلى أن "كل هذه المعطيات تؤشر على تقارب استراتيجي كبير في العلاقات المغربية الأمريكية خلال فترة الرئيس ترامب؛ فالأمريكيون باتوا يدركون جيدا أن المغرب طور سياسة خارجية من شأنها التأثير في ملفات عربية ومتوسطية وأفريقية، وأنه أصبح قوة إقليمية في العالم العربي وأفريقيا من شأنها التأثير في محيطها".