أشاد خابيير كالبان، مدير المعهد الإسباني ثربانتس بالرباط، بالاهتمام الكبير للمغاربة باللغة الإسبانية ووصفه بالأمر "الجليّ"، مستشهدا بالارتفاع الذي عرفه عدد طلبة معاهد ثيربانتِس الإسبانية في السنة الماضية (2018) بنسبة تقارب 16 بالمائة، والنموّ الذي عرفه في السنة التي سبقتها بنسبة تزيد عن 11 بالمائة. وذكّر كالبان، على هامش مائدة مستديرة احتضنها معهد ثربانتس بالرباط حول مستقبل اللغة الإسبانية بالمغرب، بأنّ شبكة المعاهد الإسبانية بالمغرب هي "الأكثر أهميّة في العالم"، بحضورها في 12 مدينة مغربية، واسترسل قائلا: "إن الاهتمام بالإسبانية واضح في المغرب، وهي لغة تشكّل أداة عملية في الحياة العمليّة والشخصية للمغاربة". ارتباط المغرب وإسبانيا ليس مردّه فقط إلى قربهِما الجغرافي، يقول كالبان، بل إلى التاريخ أيضا والعلاقات العائلية وأشياء أخرى، وهو ما يتجلى في العدد المهمّ من المغاربة الذين اختاروا الكتابة باللغة الإسبانية، سواء كانوا شعراء أو روائيّين أو مؤرّخين، "وهو ما يصعب أن نجده في أماكن أخرى بالعالم"، ولا يتمّ إيلاؤُه اهتماما كبيرا رغم أنّه من المثير للاهتمام رؤية هذا في بلد لغته الرسمية ليست الإسبانية. وبيّن كالبان أنّ مناسبة المائدة المستديرة "للتفكير في التعلّم، وتحيين النظام التعليمي، وكيفية تعليم المغاربة الإسبانيةَ بشكل أفضل"، جاءت في سياق اجتماع تحتضنه العاصمة يجمع مديري المعاهد الإسبانية ليس فقط بالمغرب بل في الدول المغاربية؛ "لأن الرباط هو مركز منطقة المغرب، والجزائر، وتونس بالنسبة لمعهد ثربانتس"، بتعبيره. المائدة المستديرة، حسب كالبان، قصدت أيضا إثارة موضوع "مرصد اللغة الإسبانية" الذي "سيعدّ الإحصائيات، ويوفّر المعلومات الضرورية من أجل أخذ القرارات بشكل أحسن، ومباشرة المشاريع بشكل أفضل، ومن أجل إعداد مستقبل الإسبانية بالمغرب الذي سيكون هو مستقبل العلاقات بين البلدين". كما عبّر كالبان عن سعادته باستضافة إسبانيا ضيف شرفِ المعرض الدولي للنشر والكتاب 2019 بالدار البيضاء، مضيفا أنّ برنامج الرواق الإسباني سيعرف تكريم واحد من شخصيّات الثقافة الإسبانية، الكاتب خوان غويتيسولو "الذي اختار المغرب بلدا للاستقرار فيه، وعاش آخر حياته بمراكش، ونافح عن القضيّة المغربية وثقافتها كثيرا في العالم، ودافع عن جذور الثقافتين المغربية والإسبانية المرتبطتين بشكل كبير". تجدر الإشارة إلى أنّ المعهد الإسباني استقبل، مساء الأربعاء، لويس غارسيا مونتيرو، المدير العام لمعهد ثربانتس وكاتب الدولة، الذي أشاد من جهته بما يجمع الحكومة الإسبانية والمغرب "من علاقات استراتيجية"، وتحدّث عن العمل من أجل "تطوير النشاط الثقافي الإسباني وتقوية العلاقات بين البلدين".