قال خابيير كالبان، مدير معهد ثيربانتس الإسباني بالمغرب، إن العديد من الأوروبيين يريدون تعلم الدارجة بالمغرب من أجل امتلاك قدرة على التواصل مع المغاربة؛ لأن المغاربة لا يتحدثون كلهم بالفرنسية والإنجليزية. وأضاف كالبان، في مداخلة بالمعهد الثقافي الإيطالي مساء اليوم الأربعاء، أن الدارجة التي تشكل اللغة الأم لمعظم المغاربة تعكس غنى المغرب، وستصبح في المستقبل لغة لها اعتبار إلى جانب الدارجة الجزائرية؛ مستحضرا في هذا السياق لغات محلية منطوقة في إسبانيا لم يكن يهتم بها متحدّثُوها وأصبحت اليوم مفخرة لهم. وعبّر مدير معهد ثيربانتس، في المائدة المستديرة التي نُظّمت في سياق إحياء اليوم الأوروبي للغات، عن احترامه للنقاشات التي يعرفها الداخل المغربي حول التعدّد اللغوي، مضيفا أن الحديث بالعديد من اللغات غنى و"المنزل يكون مضاء بشكل أحسن عندما تكون نوافذ عديدة لا نافذة واحدة" في استشهاد بقولة لكمال داود، الروائي الجزائري. وذَكَر كالبان أن العديد من المشاكل اليومية التي تواجه الناس داخل المنزل وفي العمل ومختلف الأماكن سببها غياب التواصل؛ ثم استرسل مفسرا أن اللغات تمكن الشخص من أن يقول ما يريده وأن يفهمه الآخر وأن دورها لا يتوقف هنا بل إن تعلم اللغات ضروري لفهم طرائق التفكير كذلك. كما تحدث مدير المعهد الإسباني عن ضرورة وجود مجهود في تعلم لغات التواصل مع المغاربة من لدن الأوروبيين وعدم الاقتصار على اللغات المشتركة مثل الفرنسية واللغة العربية التي لا يفهمها الجميع؛ حتى نكون "كيف كيف"، مذكّرا في هذا السياق بفتح المعهدين الفرنسي والإسباني أقساما تعلّم الدارجة المغربية. من جهته، أكد عبد السلام عقاب، المدير المساعد بمعهد الدراسات الإسبانية البرتغالية، على ضرورة اللغات الطبيعية في تمرير المعارف، موضحا أن "الرغبة في معرفة الدارجة والتواصل بها ضرورة تواصلية". وزاد عُقاب أن العالم اليوم يجب أن يكون فيه الإنسان متعدد اللغات من أجل تنمية معارفه والاندماج بأماكن أوسع وأغنى؛ لأن الفاعلين في المستقبل يجب أن يتحدثوا ثلاث لغات على الأقل. وربط المدير المساعد لمعهد الدراسات الإسبانية والبرتغالية أهمية التعدد اللغوي بالتنوع الثقافي، مذكّرا في هذا السياق بأن وضع المغرب الجغرافي جعله معبرا للعديد من الثقافات؛ وهو ما يظهر في الدارجة والأمازيغية اللتين تعكس بعض كلماتهما تأثيرا أوروبيا. كما ورد في كلمة عقاب تذكير بأن اللغات لا تتيح كلها الفرص نفسها، واسترسل شارحا أن لغات المستقبل هي اللغات التقنية التي تؤثر أكثر في الناس لكونها توظف عبر شبكة الأنترنيت عكس لغات التواصل الطبيعي التي لا تتعدى الاستعمال اليومي.