شهد المعهد الإسباني بالرباط "ثيربانتس"، الثلاثاء، قراءة مجموعة من الشخصيات لمقاطع باللغة الإسبانية من رواية "دون كيخوته" للكاتب الإسباني ميغيل دي ثيربانتس، بمناسبة الدورة الرابعة لأسبوع اللغة الإسبانية في المغرب. وتحدّث محمد بنعبد القادر، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلّف بإصلاح الإدارة وبالوظيفة العمومية، عن المكانة التي تحتلُّها اللغة الإسبانية بالمغرب تاريخيا وثقافيا وتعليميّا، واستعرض التطوّرات التي حصلت في السياسة الرسمية من أجل تدبير التنوّع اللّغوي، وعرج على "الفصل الخامس من دستور المملكة الذي ألزم الدولة بالعمل على أن يتمّ إتقان اللغات الأجنبية، خصوصا اللغات الأكثر استعمالا". وقال بنعبد القادر في تصريح لهسبريس: "أتشرّف بتمثيل الحكومة المغربية في الجلسة الافتتاحية لأسبوع اللغة الإسبانية التي ينظّمها معهد ثيربانتس كل سنة بمدينة الرباط"، مضيفا أن هناك حضورا متميّزا لسفراء دول أمريكا اللاتينية الناطقة بالإسبانية، بالإضافة إلى مدير معهد "ثيربانتس"، وعدد من المبدعين والكتّاب والطّلبة. وتحدّث الوزير المكلّف بإصلاح الإدارة عن الحاجة إلى أن تتحمّل الدولة المغربية "كامل مسؤوليّتها في ضمان توزيع عادل للثروة اللغويّة وللسّلطة اللّغويّة بين كافة أبناء الشعب المغربي، لأن اللغة الأجنبية وسيلة للتّحصيل العلمي والاندماج في سوق العمل، والانفتاح على العالم، والتواصل بين الثقافات والحضارات". وأكّد بنعبد القادر أن اللغة الإسبانية "إذا كانت فرصة للأجيال الناشئة في اتجاه الانفتاح، فإن دستور المملكة والقانون الإطار للتربية والتكوين فرصة للغة الإسبانية لكي تعزّز مكانتها في المنظومة التربوية ببلادنا، وفي المشهد الثقافي بصفة عامة". وذكر خابيير كالبان، مدير معهد "ثيربانتس" بالرباط، أن اليوم يوافق ذكرى وفاة ميغيل دي ثيربانتس، كاتب "دون كيخوتي"، ولهذا يتمّ إحياء اليوم العالمي للكتاب في العالم بأسره، وخصوصا في إسبانيا والدول المتحدّثة باللغة الإسبانية، ويرافقه هذه السنة افتتاح النسخة الرابعة من أسبوع اللغة الإسبانية، الذي تنظّمه سفارات الدول التي تتحدّث هذه اللغة المعتمدة لدى المملكة المغربية، إضافة إلى معهد ثيربانتس بالرباط. وبيّن مدير المعهد الإسباني أن هذه هي المرة الخامسة التي تتمّ فيها قراءة كتاب ميغيل دي ثربانتس، "دون كيخوتي دي لامانشا"، وزاد موضّحا أن هذا تقليد بدأ بمدريد منذ أزيد من عشرين سنة، وجِيءَ به إلى الرباط ليصبح تقليدا سنويا. ويشهد المعهد، اليوم الثلاثاء، حَسَبَ المتحدّث، مشاركة العديد من الرباطيين، ومجموعة من تلاميذ المدرسة الإسبانية بالرباط، ولأول مرة أكاديمي من "الأكاديمية الملكية الإسبانية"، وهو ما رأى فيه خابيير كالبان: "خطوة أولى لتكون بالمغرب أكاديمية للّغة الإسبانية، مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية والفيليبين، لأن بهذا البلد العديد من المتحدّثين باللّغة الإسبانية والعديد من الكتّاب والشعراء والأدباء والعلماء الذين يكتبون بهذه اللغة". تجدر الإشارة إلى أن القصد من تنظيم "أسبوع اللغة الإسبانية" الذي يتجدّد الاحتفال به سنويّا هو "تحسيس الجمهور المغربي بوزن اللغة الإسبانية، وفائدتها، وانعكاسها على المستوى العالمي"، بتعبير بلاغ للجهة المنظّمة.