أثار مقطع كوميدي عُرِض بإحدى القنوات العمومية المغربية جدلا على موقِعَي التواصل الاجتماعي "فايسبوك" و"تويتر" لتضمّنه عبارات وصفت ب"العنصرية" تجاه المهاجرين الأفارقة القاطنين بالمغرب. ويؤدّي المقطعَ المشاركَ في برنامج يبحث عن المواهب الكوميدية المغربية شابٌّ مغربي يلقّب نفسه ب"كحلوش"، وهو تعبير يحيل بطريقة قدحيّة شيئا ما على لون البشرة السمراء الغامقة. وقد لعب الكوميدي الشاب دور مهاجر إيفواري جاء إلى المغرب ومر بعدة تجارب. ولقي المقطع تنديدا من قبل بعض مستعملي مواقع التواصل الاجتماعي، الذين قالوا إنه "يجب أن يكون الإحساس بالأخوة الإفريقية منطقيًا من خلال الاستنكار الذي لا يلين والتّضامن اليومي مع المهاجرين"، مضيفين أن "العنصرية موجودة بالمغرب وبين المغاربة أنفسهم". فيما ذكرت بعض التعليقات أن "المغرب مجتمع عنصري بعمق، رغم شعورنا بكرم الضيافة الذي لا يضاهى". وطالت الانتقادات، أيضا، الممثلة المسرحية لطيفة أحرار عقب ملاحظاتها حول المقطع الكوميدي، في البرنامج الذي تشارك فيه بصفتها عضو لجنة التحكيم، وتقليدها لكنة مجموعة من أفارقة جنوب الصحراء، وتحيّتها للكوميدي الشاب على "الحياة التي خلقها في الخشبة"، و"تحرّكاته وكلامه واستعماله القفشات واللهجات والأغاني والموروث والتراث الشعبي الإفريقي والمغربي". وأثنت أحرار على الكوميدي الشاب لكونه سافر بالجمهور من مدينة إلى مدينة ومن شخصية إلى شخصية، واصفة عرضه ب"عالم كحلوش الإفريقي المغربي"، فيما اختار الكوميدي محمد الخياري الوقوف تقديرا ل"احترافية العرض". بدورها تفاعلت الممثّلة نورة الصقلي مع هذا العرض، حيث قالت مازحة بلكنة تحاكي لكنة مجموعة من المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء: "أريد الإفريقي، أين الإفريقي؟". كما أشادت بتوفّق المشخّصِ في "توظيف الغناء والأصوات ونشاطه وحيويّته وإدماجه الجمهور بتقنية التّكرار". وبدأ الكوميدي الشاب عرضه قائلا إنه: "كحلوش مغربي" من الكوت ديفوار، مضيفا "لم أفهم شيئا يا إخوتي، من ساحل العاج إلى المغرب قضيت 15 يوما على قدمَيّ، ومن الكويرة إلى طنجة احتجت 5 سنوات". وانتقلت الشخصية، طيلة ثمان دقائق، بين الصحراء المغربية وأكادير والدار البيضاء، متحدّثة عن تجاربها في العمل، وعلاقتها بالمغاربة، والأغاني والتراث والثقافة المغربيّة. ويُعرَف الكوميدي الشاب، الذي شارك في برنامج "ستاند آب"، بمقاطِعه المصوّرة المنتشرة على موقِعَي التواصل الاجتماعي "فايسبوك" و"يوتوب"، التي تستند حبكتُها على كيفية خروجه من بعض المواقف الحرجة أو الصّعبة عبر ادعائه بأنه مهاجر إفريقي عبر استعمال لكنة تحاكي لكنة بعض المهاجرين الأفارقة أو عبر الاستعانة بأصدقائه.