انتقد عبد الله بوصوف، أمين عام مجلس الجالية المغربية بالخارج، تشتّت أزيد من 500 مليون درهم مخصّصة للعرض الثقافي بالمغرب، رغم اشتغال الهيئات المعنيّة بالشأن الثقافي في دولة واحدة، مضيفا أنّ "غياب التنسيق يضر". وفي سياق حديثه ضمن لقاء صحافي، الثلاثاء، نظّمه مجلس الجالية بمقره بالعاصمة الرباط حول مشاركته بالمعرض الدولي للكتاب والنشر في دورته 25، وصف بوصوف غياب آلية للتنسيق من أجل تحسين العرض الثقافي المرتبط بصورة المغرب ب"العبث الذي لم يعد هناك وقت لاستمراره"، مضيفا: "يجب أن نتوجه إلى العالم بشكل موحّد يرتبط بمصالح بلدنا ومواطنِينا". إحداث آلية التنسيق هاته مسؤولية الحكومة المغربية، حسب بوصوف، "لأن مجلس الجاليّة مجلس استشاري، وهو ما سيخوّل جمع مختلف الفاعلين في مجال العرض الثقافي وإحداث وكالة ثقافية، تنهي اشتغال كل مؤسسة وطنية بمفردها، وعدم رؤية حجم -رقم- دعم الإنتاج الثقافي في الواقع"، داعيا إلى "الوقوف وقفة تأملية لإعادة النظر، لأن الجميع معنيون". وانتقد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج "غياب المغرب عن الفضاء الافتراضي، وعدم بلورة عرض ثقافي متميِّز يرافق تحوّلات الجالية واندماجها في مختلف البلدان التي تعيش بها، بالنظر إلى اختلاف السياقات"، وجدّد تأكيده على "ضرورة خلق وكالة ثقافية تهتمّ بمغاربة العالم والشأن الثقافي، تنسقّ فيها كل من وزارات الثقافة والهجرة والأوقاف والشؤون الإسلامية والتربية الوطنية، والمؤسّسات الوصيّة على التصدير والصناعة التقليدية، حول كيفية جلب السياح والمستثمرين والتعريف بالبلاد وإعطاء الصورة التي عليها المغرب حقيقة بسلبيّاتها وإيجابياتها". وتحدّث بوصوف عن تقييم حضور مغاربة العالم في كثير من الأحيان انطلاقا من تحويلاتهم المالية، ودعا إلى عدم إغفال حضورهم وتشكيلهم ثروة لا مادية عبر "إنتاجاتِهِم الثقافية ومساهمتهم في بناء مغرب الحداثة والحقوق والمساواة بين الرجل والمرأة؛ لأنه بعيشهم في مجتمعات متطورة متشبعة بهذه القيم سيكونون رافعة لبلورة مشروع دولة الحق والقانون". واستحضر المتحدّث أهمية دور الثقافة في تحقيق التنمية، في سياق حديثه عن نموذجٍ تنموي جديد، وضرورة جمع الحكومة كل الفاعلين، واستثمار "التعدد اللغوي المتمثّل في اللغات العربية والأمازيغية وحضور الفرنسية"؛ "لأن العالم في حاجة إلى هذا التنوع بعد التّشجنات والصراعات الدولية، ولا يمكنه العيش دون تنوع لغوي وإثني وديني بينما هذا كلّه موجود بالمغرب". وتعكس ديباجة الدستور، بالنسبة لبوصوف، "واقعا حقيقيا" و"حقيقة تاريخية"، وزاد موضّحا أن تاريخ التجربة المغربية "كنز كبير لا نحسن تقديمه للعالم، ومازالت فيه كنوز كثيرة نجهلها"، مشيرا إلى العمل الجماعي الذي نشره مجلس الجالية حول "الشخصية المغربية"، وإلى تمنّيه أن يُتبنّى من طرف وزارة التربية الوطنية المغربية، والمكتبات المغربية، ومؤسسات الاختصاص. وساءَل الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج مدى حضور إنتاج الغرب الإسلامي والإسلام المغربي في الشعب الدراسية الجامعية وشعب الدراسات الإسلامية، كما تحدّث عن ضرورة "تحقّق الإعلام المغربي من الوضعية على الأرض حتى لا يعيد إنتاج الصور النمطية حول المغرب بنقل أخبار من صحف أجنبية قد لا تكون دقيقة"، مبرزا في هذا السياق مساهمة المجلس بإنشاء قناة إلكترونية تبلور العرض الثقافي وترقمن إنتاجاته ل"يصل إلى العالم وجميع أفراد الجالية المغربية".