تتبع عبد الرحمان اليوسفي أشغال المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي عن كثب مباشرة من مقر إقامته بالدارالبيضاء قاطعا بذلك كتابته لمذكراته التي كان يباشرها في مدينة "كان الفرنسية" والتي من المنتظر أن تخرج إلى حيز الوجود في بحر هذا العام. "" وكان اليوسفي صاحب صفقة التناوب قد التقى خلال المدة نفسها عددا من أعضاء المجلس الوطني الاتحادي المحسوبين عليه، وقال لبعضهم إنه كان يتوقع الأزمة التي يعيشها الاتحاد الاشتراكي اليوم مبديا ضحكة الشماتة عندما كان بصدد الحديث عما وصفه نهاية اليازغي بهذا الشكل. وتعود أولى بوادر الشرخ الحاصل بين اليوسفي والاتحاد إلى سنة 2002 عندما حصل الحزب على الرتبة الأولى في نتائج الانتخابات التشريعية ولم يتم احترام المنهجية الديمقراطية التي جسدها تعيين ادريس جطو وزيرا أول، آنذاك اعتبر اليوسفي أن واجب الاتحاد الاشتراكي الخروج إلى المعارضة، غير أن التكتل الشهير بين محمد اليازغي وادريس لشكر ومحمد بوبكري والراغبين في الاستوزار أمثال الحبيب المالكي والأشعري حال دون ذلك. وتعمقت الهوة أكثر بعد أن خسر عبد الرحمان اليوسفي رهانه على الفوز بعمودية الدارالبيضاء في شخص خالد عليوة، علما أن سعيه هذا كان على حساب نقض اتفاق في الكواليس بينه وبين حزب الاستقلال والقاضي بأن يدعم الحزب الحاصل على أقل عدد من المقاعد الحزب الذي حصل على مقاعد أكثر منه، والحال أن الدارالبيضاء كانت قد شهدت فوز حزب الاستقلال بأكبر عدد من المقاعد وكان الاستقلاليون يأملون بفوز كريم غلاب بهذا المنصب، بذلك كان اليوسفي قد خسر آخر الأوراق التي لعبها في مواجهة خصومه الداخليين وانتهى بالنهاية المعروفة بعد أن بات الفشل هو حليفه فيما يخص السيطرة على قرارات الحزب. وتجري تحضيرات مكثفة تجري في الشمال من أجل التهييئ لاجتماع اتحادي من المنتظر عقده اليوم من أجل حسم الخلاف وتوحيد الرؤى إزاء المشاركة في المؤتمر المقبل، والتي قد تصل إلى حد مقاطعته على اعتبار أن الأغلبية لا زالت تؤمن بنيل مطلب عقد مؤتمر استثنائي في الدورة الثانية التي سيعقدها المجلس الوطني هذا الشهر. إلى ذلك دخل مناضلو الشمال في مقاطعة شاملة للمكتب السياسي إلى حين البحث في قضية البرلماني محمد أشبون والذي فاز بمقعده النيابي كلامنتم وسجل نفسه في فريق الأصالة والمعاصرة كرد فعل على عدم تزكيته من طرف الاتحاد الاشتراكي.