أعرب سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، عن اعتزازه بهويته الأمازيغية، وقال: "أنا أمازيغي وأفتخر"، بعدما أثارت النائبة البرلمانية أمينة الطالبي، عن الفريق الاشتراكي، جدلا داخل البرلمان، خلال إحدى جلسات الأسئلة الشفاهية الموجهة إلى الحكومة، بعد أن وصفت التاجر الصغير ب"مول الحانوت، هاداك الشلح". العبارة التي تفوّهت بها برلمانية الاتحاد الاشتراكي أثارت استياء عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الأمازيغ، الذين عبروا عن استنكارهم لعبارة "مول الحانوت هاداك الشلح"، معتبرين أنها تنم عن "تمييز وعنصرية" في حق الأمازيغ، لا سيما أنها صدرت عن نائبة برلمانية داخل قبة البرلمان. وأضاف العثماني، في ندوة بمدينة الدارالبيضاء، أن "تعييني على رأس الحكومة خير دليل على ذلك؛ فأنا من أسرة علمية متواضعة في اشتوكة آيت باها، إذ كنت أجيد التحدث باللغة الأمازيغية فقط طيلة السنوات الخمس الأولى من عمري". وأبرز أن "ما تفوهت به النائبة البرلمانية كان مجرد زلة لسان وصدرت بنية صادقة، على حد اعتقادي، لكن يجب ألا تكون لدينا عقدة النقص. مايْبقاش فيكوم الحال. أنا أمازيغي وأفتخر بذلك". "عشت حياة يومية بسيطة في عالم قروي عادي، لكنني أصبحت الآن رئيس الحكومة، مما يدل على أن أي مواطن بسيط يتحدر من المغرب العميق يمكن أن يكون وزيرا ورئيسا للحكومة في المستقبل، وهي إمكانية لا توجد سوى في المغرب حتى نعرف قيمة بلادنا"، يقول رئيس الحكومة، الذي أشار إلى أن "المغرب يتوفر على إيجابيات وبصيص أمل، بالرغم من الصعوبات والمشاكل التي تعترضه بين الفينة والأخرى، إذ أقولها لكم بكل صراحة وبقلب مفتوح: يجب أن نتسلح بالأمل". وبخصوص تأخر الحكومة الحالية في إصدار القانون التنظيمي للأمازيغية، أوضح العثماني أن "إعداد الحكومة السابقة للقانون التنظيمي وتسليمه للبرلمان يدل على أنها تتوفر على تصور واضح يخص مسألة الأمازيغية بالمغرب، ذلك أنني متحمس لدعم كل الجهود المبذولة في هذا الصدد، لكن رغم ذلك تمكنت الحكومة من إدخال الأمازيغية إلى خمسة معاهد عليا باتفاق مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، فضلا عن إحداث جائزة المغرب للكتاب توزعت بين جائزة الأدب الأمازيغي والثقافة الأمازيغية. صحيح أن التعليم باللغة الأمازيغية وقع فيه تراجع يذكرنا بما قبل سنة 2009، إلا أن الحكومة وضعت حدا لتكليف أساتذة اللغة الأمازيغية بتدريس مواد أخرى".