خصصت الحكومة المغربية مليار دولار لإنجاز أول محطة للغاز الطبيعي المسال التي ينتظر أن يبلغ استهلاكها 350 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي في السنة في أفق 2009 . "" وقالت أمينة بنخضرة (الصورة)، وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة ، إن إنجاز هذه المحطة ، التي تنكب لجان حاليا على دراسة جدواها الاقتصادية والتقنية ، سيمكن من تأمين جل الحاجيات المستقبلية من هذه المادة التي تقدر بخمسة مليار متر مكعب في السنة في أفق 2014 . وأكدت المسؤولة الحكومية ، بمجلس النواب في الرباط أول أمس الأربعاء ، أن الغاز الطبيعي من أهم الطاقات البديلة التي من شأنها أن تقلص إلى حد كبير من التبعية للبترول، الذي تضاعف سعره أكثر من أربع مرات ، بالإضافة إلى جانب المحافظة على البيئة . وأبرزت وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة أن الشروع في تشغيل المحطة الكهربائية ب"عين بني مطهر"، والتي سيبلغ استهلاكها 350 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي في السنة في أفق 2009، سيمكن من رفع نسبة مساهمة الغاز الطبيعي في الميزان الطاقي الإجمالي من 3.5 في المائة حاليا إلى 5.6 في المائة. وفي محاولة لمواجهة ارتفاع فاتورة البترول، لجأت الحكومة، تقول بنخضرة، إلى اعتماد برامج ومخططات من شأنها تفعيل وتطوير مصادر طاقية محلية، يمكن أن ترفع من مستوى التنويع الطاقي، وتقلص من التبعية للبترول المستورد، وذلك في إطار استراتيجيتها الطاقية الوطنية، وبتعاون مع كل القطاعات. وذكرت المسؤولة الحكومية بتنويع مصادر الطاقة وتنشيط التنقيب عن النفط وتطوير وتشجيع استعمال الطاقات المتجددة، خاصة منها المائية والهوائية والشمسية، إلى جانب دعم التحكم والاقتصاد في الطاقة من خلال اعتماد برنامج النجاعة الطاقية. ومن المنتظر أن يمول هذا المشروع من قبل مستثمرين محليين ودوليين، فيما يتوقع أن ينمو الاقتصاد الوطني بمعدل يزيد على سبعة بالمائة سنويا في عشر سنوات المقبلة، بعد أن كان ينمو بمعدل متوسط بلغ ثلاثة بالمائة في 15 عاما مضت. وتتوفر المملكة على مصادر طاقات بديلة كبيرة تقدر بنحو ستة آلاف ميغاوات من الطاقة الهوائية، وخمسة كيلواط بالمتر المربع يوميا من الطاقة الشمسية، وأكثر من 200 موقع لاستغلال المياه، بالإضافة إلى أكثر من 93 مليار طن من حجر الشيست الحمري. ويستهلك المغرب 15 مليون طن مكافىء نفط (وحدة لقياس الطاقة 1 طن مكافىء نفط = 7.33 برميل نفط)، من بينها 60 في المائة يجري استيرادها. ويقدر مهنيون في القطاع أن تصل قيمة الاستثمارات الضرورية في مجال الطاقة إلى أزيد من 15 مليار دولار، خلال السنوات العشر المقبلة، لتأمين نمو البلاد. ويمتلك المغرب مفاعل نووي صغير أميركي الصنع وشراكة مع فرنسا في مشروع أبحاث ذرية، لكنه يريد المضي خطوة للأمام في التعاون وبناء محطة كهرباء تعمل بالطاقة النووية في المنطقة المحيطة بمراكش. ولا تملك الرباط احتياطياً مهما من الغاز، لكنها تتوفر على احتياطي من المواد الفوسفاطية التي تحتوي على اليورانيوم.