بالإضافة إلى منظومة الصّواريخ الدفاعية "إس 400-تريومف" وطائرات "سُوخوي" الحربية النَّفاثة، تُبدِي الرباط اهتماماً متزايداً بالأسلحة الرُّوسية المتطورة. ومع زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إلى المغرب، يُمكن أن يتحوَّلَ هذا الاهتمام إلى شراكة "استراتيجية" تطوّر من خلالها القوات المسلحة الملكية منظوماتها البرية والجوية والبحرية انطلاقاً من استفادتها من السوق الروسية. وواضحٌ أنَّ المغرب أصبحَ يميلُ أكثر إلى الاتجاه الدولي الذي ينحو صوبَ توسيع الشراكات مع روسيا الاتحادية. وبالرغم من أنَّ السفير الروسي في الرباط، فاليريان شوفايف، سبقَ لهُ أن أكّد أنَّ "مسألة التسليم المحتمل لمنظومات القذائف الروسية من طراز S-400 إلى المغرب لم يتم التطرق إليها في الوقت الحالي"، إلا أنَّ متتبعين لا يستبعدون احتمالَ توصل الرباطوموسكو إلى اتفاق يُسهّل نقل الأسلحة النفاثة إلى المغرب. وتمثّل منظومة الصواريخ الروسية الدفاعية "إس-400 تريومف" والغواصات "كيلو 636" التي يتوفر عليها الجيش الجزائري، والدبابات الروسية التي تُوازي "أبرامز m1" الأمريكية، أسلحة نفاثة ستبحثُ الرباط مع موسكو إمكانية الحصول عليها لإغناء منظومة الدفاع العسكري المغربي. ويشرحُ الشرقاوي الروداني، الخبير في الدراسات الجيو-استراتيجية والأمنية، أنَّ روسيا معروفة بمنظومة الصّواريخ الدفاعية "إس-400 تريومف" "وإس 500"، وهي منظومة صواريخ قوية توازي منظومة "ثاد" التي هي مفخرة الجيش الأمريكي، موردا أن "الأسلحة الروسية جرى تطويرها بشكل كامل بأحدث التكنولوجيا". ويضيفُ الخبير العسكري، في تصريح لجريدة هسبريس، أن "روسيا أصبحت تُطور صواريخ أرض-جو وجو-جو، وباتت تملكُ رؤية دقيقة في التكتيكات العسكرية، وتميلُ أكثر نحو تطوير علاقاتها الأمنية مع مجموعة من الدول الافريقية، وتبدي اهتماما مُتزايداً بمنطقة شمال إفريقيا، خاصة العلاقات الروسية المغربية التي هي علاقات استراتيجية، حيثُ تمَّ التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات شملت التكوين والتبادل العسكري ونقل التجربة العسكرية الروسية إلى المغرب". ويلفت الخبير الأمني الانتباه إلى أن مقاربة روسيا تختلف عن مقاربة مجموعة من الدول العظمى في ميدان التسليح العسكري؛ ف"موسكو أصبحت لها ثقافة فضائية عسكرية وأطلقت مجموعة من الأقمار الاصطناعية المتعلقة بالمنظومات الدفاعية ومراقبة الفضاء وتعقب الأهداف التي تمس استقرار المجال الحيوي". يرى الشرقاوي أن "روسيا أصبحت من بين الدول الرائدة في صناعة الطائرات العسكرية، مثلَ سخوي التي توازي الطائرة الأمريكية 25F، وهي طائرة مزودة بنظام رادار قوي وبمقومات إطلاق الصواريخ بدقة عالية"، مشيراً إلى أن "الصناعة العسكرية الروسية أصبحت تتميز كذلك بسرب من الغواصات التي يمكن أن تراقب وتطلقُ صواريخ جو-جو مزودة بمجموعة من الرادارات". ويوضح الخبير أن "التكتيكات العسكرية الروسية تختلفُ عن نظيرتها الغربية في مواجهة الحروب" اللاتماثلية" (التفاوت في القدرات العسكرية، تنظيماً وتسليحاً وتجهيزاً، للمتقاتلين المنخرطين في الحرب)، كما أن روسيا أصبحت دولة محورية قوية، خاصة بعد مَخرجات الصّراع الروسي التركي الأمريكي؛ بحيثُ باتَ لها تموقع قوي بقواعدها العسكرية". ويضيف أنَّ "روسيا ستسمحُ بتطوير فلسفة أمنية لمحاربة الإرهاب ومواجهة الجماعات المتشددة في منطقة الساحل وجنوب الصحراء، حيثُ إن حوالي 400 عسكري يدربون القوات في إفريقيا الوسطى، بالإضافة إلى أن روسيا أعطت معدات عسكرية للمجموعة 5 في الساحل، وهي عبارة عن هيلوكوبترات تتكيف مع المناخ الإفريقي". ويختمُ الباحث ذاته بأن "الأسطول الروسي يمتلك قوة بحرية هائلة تجعله واحدا من أقوى الأساطيل البحرية في العالم، خاصة قوة الغواصات التي يمكن لصواريخها إصابة أي هدف حول العالم في أي وقت دون أن يتم رصدها".