دعا خبراء روس إلى تسليح قوات بلادهم الاستراتيجية النووية بصواريخ جديدة لتجاوز منظومات الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا . وأكد الخبير الروسي في وزارة الدفاع، إيغور كوروتشينكو، في تصريح أوردته أمس الخميس، وكالة "نوفوستي" للأنباء، أن روسيا يجب أن تعيد تسليح قواتها الاستراتيجية النووية، بأسرع وقت، وتزويدها بصواريخ "يارس" و"بولافا" الحديثة، القادرة على تجاوز منظومات الدرع الصاروخية الأمريكية، في أوروبا، وأن تقوم كذلك بإنشاء منظومة للدفاع الفضائي والجوي. واعتبر الخبير الروسي، في تعليقه على توقيع اتفاقية، بين الولاياتالمتحدة ورومانيا، لنشر الصواريخ الأمريكية المضادة البرية، من طراز "أس أم 3"، ومنظومة "إجيس"، في قاعدة ديفيسيلو" الجوية برومانيا، أنه، في مثل هذه الظروف، يجب تركيز الجهود على تزويد القوات النووية الاستراتيجية بأنواع حديثة من الصواريخ المتعددة الرؤوس، والعاملة بالوقود الجاف، التي بوسعها التجاوز الناجح لمنظومات الدرع الصاروخية، الحالية والمستقبلية على حد سواء. وأشار المسؤول الروسي إلى أن المقصود بالأمر هو صواريخ "أر أس 24 يارس" الباليستية، العابرة للقارات الثابتة والمتحركة، بالإضافة إلى صواريخ "بولافا" البحرية، المخصصة للغواصات الذرية الاستراتيجية، من طراز "بوريه"، علما أن برنامج التسليح الحكومي يقضي بإنشاء 8 غواصات من هذا النوع، بحلول عام 2020. وشدد على أن المستجد العسكري في أوروبا يتطلب من روسيا، أيضا، تشكيل منظومة الدفاع الفضائي والجوي، وإنشاء مؤسسة إنتاجية موحدة على أساس مؤسسة "ألماس أنتاي" للدفاع الجوي، وضم كل الشركات، المتخصصة في صنع الآليات الحربية من هذا النوع، إليها. كما يستلزم الأمر، حسب الخبير العسكري الروسي، تشكيل منظومة موحدة للقيادة من شأنها تنفيذ كافة المهام، التي ستطرح أمام الدفاع الفضائي والجوي مستقبلا، وبينها مهمة الإنذار بالهجوم الفضائي، واكتشاف الأهداف المعادية، وتدميرها، والقضاء على الرادارات المعادية، وحماية الأهداف الصديقة. ومن جانبه، قال رئيس هيئة تحرير مجلة "موسكو ديفينس بريف" الروسية، ميخائيل بارابانوف، إن توقيع الاتفاقية مع رومانيا، بشأن الدرع الصاروخية، هو خطوة أمريكية موضوعية لنشر المنظومة المحدودة للدرع الصاروخية، في أوروبا، في إطار ما يسمى ب "الموقف المرن". وأوضح بارابانوف أنه من المفترض أن يعمل 24 صاروخا من طراز "إس إم 3 بلوك إي بي"، "المخطط نشرها في رومانيا، بحلول عام 2015، وأن مميزات الصاروخ، الذي سينشر في رومانيا، هي مكملة لرادار "أن- تراي 2 " المخطط نشره في تركيا، مبرزا أنه رغم احتجاجات موسكو، فإن عملية نشر الأمريكيين للدرع الصاروخية دخلت مرحلة التطبيق العملي. وأشار الخبير الروسي إلى أن صواريخ "إس إم 3" الأمريكية، وإن كانت محدودة الفعالية، ولا يمكن اعتبارها كمنظومة درع صاروخية متكاملة، إلا أنها تدخل نوعا من التشويش في التخطيط الاستراتيجي لدول أخرى، وتقوض مبدأ الاحترام المتبادل، من وجهة نظره.