بعدما أثار موضوع استفادة رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، من معاش استثنائي منحه له الملك محمد السادس، وتبلغ قيمته 9 ملايين سنتيم، جدلا كبيرا، كشف مسؤول مغربي سبق أن تقلد عدة مسؤوليات وزارية أن المعاشات الاستثنائية للوزراء الأولين ورؤساء الحكومات السابقين تُعطى عموما من ميزانيات الدولة، وليس من ميزانية القصر الملكي كما جرى تداول ذلك. وأوضح المصدر الوزاري السابق أن المدخل الأساسي لمنح التقاعد الاستثنائي لرؤساء الحكومات السابقين بالمغرب ينطلق من الوضعية المادية لهؤلاء المسؤولين، مشيرا إلى أن "الهدف من هذا التقاعد الاستثنائي هو حفظ كرامة المسؤولين الحكوميين، نظرا للقيمة الاعتبارية التي كانوا يحظون بها داخل المجتمع". وأكد مصدر هسبريس أن كلا من "الوزير الأول الأسبق عبد الرحمان اليوسفي والوزير الأول عباس الفاسي حصلا أيضا على ما يُسمى التقاعد الاستثنائي، لكن إدريس جطو لم يحصل عليه، نظرا لحالته المادية الجيدة باعتباره رجل أعمال مغربي". وحسب المعطيات المتوفرة لهسبريس فإن الدولة احتفظت بالنسبة للوزراء الأولين بنفس الراتب في التقاعد، أي 70 ألف درهم؛ لكن المصدر الوزاري أشار إلى أن حالة بنكيران تبقى خاصة في هذا المسار، بالنظر إلى الامتيازات الملكية التي يحظى بها منذ إعفائه من رئاسة الحكومة، وتابع: "مقارنة مع الوزراء الأولين في الحكومات المغربية فإن بنكيران هو الوحيد الذي استفاد من سيارة الدولة بسائقها الخاص ورجال أمن عموميين يحرسون مقر إقامته بالرباط، بالإضافة إلى حراس خاصين يرافقونه في حياته اليومية رغم عدم تحمله أي مسؤولية رسمية". واعتبر المتحدث أن استفادة بنكيران من هذه الامتيازات "أمر معمول به في عدد من الدول الأوروبية"، مورداً: "في فرنسا وإسبانيا يستفيد رؤساء الحكومات السابقين بشكل تلقائي من عدة امتيازات بغض النظر عن وضعيتهم المادية، وفي دول أخرى يتم التعامل حسب الحالة المادية للمسؤولين". وحول أسباب إثارة تقاعد بنكيران للجدل ما دام الأمر طبيعياً في أعرق الديمقراطيات، يرى المسؤول، غير راغب في كشف عن هويته، أن الأمر له علاقة بتناقض خطاب رئيس الحكومة السابق، في إشارة إلى معارضته لتقاعد الوزراء. وكان رئيس الحكومة السابق دافع عن المعاش الاستثنائي الذي بدأ الاستفادة منه مطلع السنة الجارية، وقال إن الملك خصص له معاشا استثنائيا بعد أن بلغ إلى علمه أن "الحركة واقفة عنده". وبخصوص السيارة التي يتحرك بها بعد أن غادر منصب رئيس الحكومة، قال بنكيران إنها ليست في ملكية الدولة، بل أهداها له الملك محمد السادس، وتسلّمها مباشرة بعد أن سلّم السيارة التي كانت مخصصة له حين كان رئيسا للحكومة. وقارن عدد من النشطاء المغاربة بين مواقف عبد الرحمان اليوسفي من "الامتيازات الريعية" ودفاع بنكيران عن "هبات الملك"؛ إذ جرى تداول مقتطف من مذكرات الزعيم الاتحادي "أحاديث في ما جرى"، عبر من خلالها عن رأيه تجاه ذلك. وقال اليوسفي: "لم أتلق من هدايا من الدولة المغربية، سوى هديتين من جلالة الملك المرحوم الحسن الثاني وجلالة الملك محمد السادس، هما عبارة عن ساعتين يدويتين، مثلما أنني كنت أرفض دوما الحصول على أي تعويضات غير مبررة قانونيا أثناء ممارسة مهامي الحكومية، واتخذت قرارا إداريا لم ألزم به باقي الوزراء هو أنني كنت دوما أحيل تعويضات مهامي بالخارج على صندوق التضامن القروي".