انتقادات لاذعة يتعرض لها عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، بسبب المعاش الاستثنائي الذي تبلغ قيمته المالية سبعة ملايين شهريا، والذي منحه إياه الملك محمد السادس، فضلا عن المعاش البرلماني، الذي كان يتقاضاه طيلة مهامه الحكومية إلى حدود أكتوبر الماضي، في تناقضٍ صارخ مع الخطاب السياسي والأخلاقي الذي يروّجه حزب العدالة والتنمية للمغاربة. وفي الوقت الذي قال بنكيران إنه يتلقى المعاش الاستثنائي على غرار عبد الرحمان اليوسفي، نسِي أن يضيف أن الزعيم الاتحادي كان يحيل على الدوام تعويضاته على صندوق التضامن مع العالم القروي، كما أنه لم يتلق سوى هديتين من قبل الدولة، عبارة عن ساعتين يدويتين سلمتا إليه من طرف الملكين الحسن الثاني ومحمد السادس، كما ذكر في سيرته الذاتية "أحاديث فيما جرى". واستغرب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "إقحام بنكيران للقيادي الاتحادي في محاولة تبرير حصوله على معاشين خلال فترة سابقة، علما أن الشخصين لا يمكن المقارنة بينهما"، مؤكدين أن "اليوسفي أخرج المغرب من السكتة القلبية، خلال تجربة التناوب التوافقي المُجهضة، بينما أدخل بنكيران المغرب في السكتة القلبية من جديد، بسبب الإجراءات التي قام بها على حساب المواطنين". وتداول موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في الفترة الأخيرة العديد من التدوينات، التي استنكرت دفاع بنكيران "عن معاش البرلمانيين حينما كان رئيس الحكومة، حيث كان يؤكد بأن الموضوع ينبغي أن يعالج بتأن وتعقل وليس بالمزايدات؛ كما عارض مقترح إلغاء تقاعد البرلمانيين، لكن تأكدت اليوم أسباب دفاعه المستميت عن الموضوع، لأنه كان يستفيد بدوره من التقاعد البرلماني". إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قال إن "التصريحات الأخيرة لبنكيران يجب أن تؤدي إلى مراجعة كبرى للمنظومة الأخلاقية، التي بنى عليها الحزب كل مكاسبه السياسية"، قبل أن يتساءل مستنكرا: "كيف لرئيس حكومة أن يحتفظ بتقاعده البرلماني في الوقت الذي يمنعه عن البرلمانيين؟!". وأشار لشكر، خلال مقابلة تلفزيونية أجراها مع القناة التلفزيونية "فرانس 24" أمس الأربعاء، إلى أنه فوجئ باستمرار رئيس الحكومة في التوصل بتقاعده البرلماني إلى غاية أكتوبر من سنة 2017. وأضاف: "حين كنت برلمانيا لأربع ولايات انخرطنا في النقاش الرائج لدى الرأي العام حول تقاعد المسؤولين، مما جعلني لا أستفيد من تقاعد البرلمان". وأوضح الفاعل السياسي أن "الموضوع لا ينصب على المعاش الاستثنائي، الذي قد يستفيد منه أساتذة جامعيون كبار أو رؤساء حكومات، وإنما نتحدث عما صرح به من تقاعد برلماني كان يستفيد منه من موقع رئاسة الحكومة، مما يجعلنا نتساءل كيف سمح لنفسه بأخذه في الوقت الذي يحرم البرلمانيين الآخرين منه، ونتحدث عن مساهمات البرلمانيين في صندوق معين بدعوى الاختلالات التي يعرفها".