انطلقت، نهاية الأسبوع الجاري، عملية تسجيل عاملات "الفراولة" بالحقول الإسبانية، حيث توجهت آلاف النساء إلى مراكز التسجيل، آملا في اجتياز مرحلة الاختيار الأولي التي تشرف عليها الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك)، بغية الظفر بعقود عمل موسمية من شأنها تمكينهن من العمل في حقول جني الفواكه الحمراء بإقليم "هويلفا" الإسباني. ومرّت عملية التسجيل في ظروف ممتازة، إذ سهرت السلطات المعنية على حسن تنظيم النساء الراغبات في التسجيل، باعتماد نظام مُحكم يولي الأهمية للعاملات الموسميات المُرفقات بأبنائهن، فضلا عن منع النساء الحوامل من التسجيل؛ بعدما قدمن بكثافة إلى مراكز التسجيل، من خلال محاولة إقناعهن بصعوبة العمل في المزارع الإسبانية طيلة ساعات من اليوم، وفق ما كشفته صحيفة "إلفارو دي سوثا" الإسبانية. عبد المنعم مدني، المدير العام للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، التابعة لوزارة الشغل والإدماج المهني، قال إن "الوكالة تسعى إلى تحقيق التمييز الإيجابي لفائدة النساء القرويات بالمغرب، عبر إعطاء الأولوية الكبرى للنساء اللائي يعلن العائلات أو يتوفرن على الأبناء، لاسيما إن كنّ أرامل أو مطلقات". وأضاف مدني، في تصريح أدلى به لجريدة "إلفارو دي سوثا"، أن "التركيز ينصبّ بالدرجة الأولى على المرأة القروية التي تعيش في البوادي المغربية، من أجل كسر شوكة الاستعباد الاجتماعي، ومن ثمة إتاحة الفرص الملائمة لهذه الشريحة المجتمعية". وأوضح المسؤول ذاته أن "المعايير الذي يطلبها رجال الأعمال الإسبان هي نساء شابات تتراوح أعمارهن بين 25 و40 سنة، يتوفرن على تجربة نسبية في مجال العمل بالمزارع، إلى جانب ضرورة الصحة الجيدة بفعل ظروف العمل من الناحية الفيزيائية وما تتطلب من جهد"، مشددا على أن "النساء اللائي سيتم اختيارهن سوف يحصلن على تأشيرة مؤقتة، ثم تذكرة ذهاب وإياب بين المغرب وإسبانيا، وكذلك عقد عمل طبقا للقانون الإسباني ومتطلبات الرعاية الصحية المجانية". وجرت إحدى عمليات الانتقاء، التي عاينتها الصحيفة الإسبانية في قرية "سيدي علال التازي" ضواحي مدينة القنيطرة، طيلة ثلاثة أيام متواصلة، بحيث سيتم اختيار النساء الموسميات اللائي سيشكلن المجموعة الثانية من عاملات "الفراولة"، والتي سيجري الإعلان عن نتائجها ما بين منتصف مارس المقبل وبداية شهر أبريل. ونفت مجموعة من العاملات المغربيات تعرّضهن لأي اعتداءات جنسية أو تحرش من قبل أرباب العمل الإسبان، بحيث قالت إحدى النساء للجريدة الإسبانية إنها "ذهبت للضيعات الفلاحية أزيد من ست مرات، بغية العمل في جني الفواكه الحمراء، ولم يسبق لي أن تعرضت لأي اعتداء جنسي أو محاولة تحرش من قبل أي مسؤول كيفما كان نوعه أو مرتبته".