بعد تفجر فضيحة استغلال عاملات مغربيات باسبانيا، يعتزم مرصد الشمال لحقوق الإنسان انجاز تحقيق في ما سماها ب"قضايا الاستعباد، والابتزاز، والاستغلال الجنسي" للنساء المغربيات العاملات في حقول الفراولة باسبانيا والتي يقدر عددهن بالآلاف. وحسب المرصد يهدف التحقيق إلى الوقوف على الوضعية الحقيقية للنساء المغربيات، ومكامن تقصير الحكومة المغربية في حماية هؤلاء النسوة خصوصا أمام ما سماه ب"تضارب التصريحات" التي يطلقها المسؤولين المغاربة وعلى رأسهم وزير التشغيل والإدماج المهني. وفي هذا الصدد، قال محمد بن عيسى رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان إن تشكيل لجنة التحقيق في هذا الموضوع هي بمثابة مبادرة من المجتمع المدني المغربي من أجل استجلاء الحقيقة ومعرفة مدى صحة وحجم الظاهرة. إقرأ أيضا: إسبانيا تكشف عدد العاملات المغربيات اللواتي تعرضن لاعتداءات جنسية وأضاف بن عيسى في تصريح لجريدة "العمق" أن اللجنة ستنتقل إلى إسبانيا من أجل انجاز تقرير في الموضوع بتنسيق مع المنظمات الحقوقية الإسبانية، موضحا أن المرصد الذي يترأسه قام بمراسلة القنصلية الإسبانية من أجل منح لجنة التحقيق التصاريح والتراخيص اللازمة. وأوضح المصدر ذاته أن اللجنة ستقف عن كثب على أوجه التقصير في تنفيذ الاتفاق المشترك بين السلطات المغربية والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات "أنابيك" من جهة، والحكومة الاسبانية من جهة أخرى، قائلا "سنكون في عين المكان للاستماع للمتضررات". وأكد المصدر نفسه أن البحث في هذا الموضوع حساس باعتبار أنه يمس 12 ألف عاملة مغربية بالحقوق الاسبانية علاوة على أسرهم وذويهم، مدينا تصريحات محمد يتيم، وزير الشغل والإدماج المهني في الموضوع. إقرأ أيضا: تحقيق .. استغلال جنسي ومادي لعاملات مغربيات بضيعات إسبانيا وكان الادعاء العام الإسباني قد كشف عن تلقى 4 شكايات من عاملات، يتهمن فيها رب عملهن بالاعتداء الجنسي. ونقلت وسائل إعلام إسبانية، عن المدعي العام قوله إن أربع عاملات مغربيات في حقول الفراولة تم تحديد هويتهن بمساعدة جمعيات تقدمن بشكايات يتهمن فيها نفس الشخص وهو رب عملهن، بالتحرش بهن واستغلالهن جنسيا. يذكر أن موقع "EL ESPANOL" الاسباني، كان قد فجر حقائق في الموضوع بعد قيامه بتحقيق حول ظاهرة التحرش الجنسي، الذي تتعرض له العاملات المغربيات الموسميات، في بعض حقول جني الفرولة بالديار الإسبانية وبالضبط بمدينة هويلفا جنوب غرب إسبانيا، الواقعة في إقليم الأندلس. وحسب تحقيق موقع اسبانيول، فإن العاملات يتقاضين مبلغ 40 أورو في الأسبوع، مؤكدا على أن أغلبهن لا يطلعن على عقود عملهن الموسمية ولا يعرفن حقوقهن وعلاقتهن بالمشغل. وأكد الموقع في تحقيقه في الأخير على أن الجمعيات المعنية بالدفاع عن حقوق العاملات بهويلفا، تتغاضى عن البحث في الأمر وكشف الحقائق لوسائل الإعلام المحلية والإسبانية، بل وتتستر عن مد وسائل الإعلام.