"خيرُ الأمور خواتمُها".. مقولة لا يبدو أنها تروق كثيرا للممثل جون ترافولتا أو أنه قد يعمل بها لاحقا، ما دام آخر أعماله الذي وُسم بعنوان "Gotti" لم يكن أبداً في المستوى الذي يليق بفنانٍ ذي مسارٍ حافل كترافولتا. كم بدا ترافولتا مُفتعلاً بشكل غير مسبوق في فيلم "غوتي" وهو يؤدي دور زعيم المافيا الأسطوري جون غوتي، وكأنه ممثل يتلمس طريقه في دنيا التشخيص لأول مرة، مُحاولاً أن يثبت للمشاهد أنه قادر على التقمّص. كيف لممثل بخبرة ترافولتا، وهو الذي أدى أدواراً محترمة وأتقنها إلى أبعد الحدود، أن يسقط في فخّ التمثيل الرديء، والذي يمكن للمشاهد العادي أن يلحظه بلهَ الناقد المدقّق؟ والحقيقة أنه من الأفضل ألا يعلم المشاهد والمتابع عموما هذه المعلومة أيضا: لقد قام جون ترافولتا بزيارة "فيكتوريا"، أرملة زعيم المافيا الراحل جون غوتي، من أجل الحصول على موافقتها قبل تجسيد دور زوجها؛ وهو أمرٌ يفترض أن يستثمره ترافولتا أفضل استثمار. عموما، يحكي فيلم "غوتي" قصة رجل العصابات جون غوتي (جون ترافولتا) في علاقته مع ابنه الذي يخوض صراعا معه على المستوى الشخصي من أجل أخذ مكانه كرئيس للمنظمة الإجرامية التي أسسها والده في وقت سابق. نزل الفيلم إلى صالات العرض في 15 يونيو 2018، وكلف ميزانية بلغت 10 ملايين دولار تقريبا، في حين وصلت مداخيله في نهاية يوليوز المن السنة ذاتها إلى 4 ملايين دولار فقط، ونال تقييما دون المتوسط بلغ 4.9 بموقع Imdb ! أغلبُ الانتقادات التي وجهت إلى الفيلم كانت تهمّ أداء الممثلين، وعلى رأسهم طبعا ترافولتا باعتباره ذروة سنام الفيلم، والذي كان يفترض أن يضع عليه بصمته الخاصة؛ لكنه لم يفعل.. أو فعلَ ولكن بطريقة مختلفة. يقول الناقد كريستي لومير عن أداء ترافولتا: "إنه يبدو مرعباً في كل لقطة.. لا يمكن أبداً أن تتجاهل أنك تشاهد ترافولتا وهو يحاول أن يؤدي دور جون غوتي" ! الناقد بيتر ترافرز، من جهته، اعتبر أنه "كان على ترافولتا أن يرفض القيام بهذا الدور.. شهادات عشاق جون غوتي، بعد نهاية الفيلم، كانت تنذر بأن جل التقييمات ستكون سلبية". من وجهة نظر الناقد أدم غراهام عن "ديترويت نيوز"، فإن الفيلم عمل جاهدا من أجل ضغط كم هائل من المعلومات في وقت وجيز؛ "لكننا، في الأخير، لا نخرج سوى بفكرة منتجي الفيلم وهي أن جون غوتي كان رجلا رائعا بحق !". يمكن اعتبار "جون غوتي" سقطة أليمة لفنان كجون ترافولتا أدى أفلاما ك"Pelham123" و"Face off"، والقائمة تطول؛ لكن الأهم هو أن يعود ترافولتا ويستدرك ذلك في فيلمه المقبل، وإلا فإن رداءة الأداء في "جون غوتي" ستبقى عالقة في أذهان عشاق ترافولتا لفترة طويلة.