انتقد الميلودي معصيد، الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم (إ. م. ش)، المواضيع التي تناقشها الحكومة بعيدا عن هموم الطبقة العاملة والموظفين، مستدلا بانكباب الحكومة على مناقشة "الميكا" في ظل أوضاع سياسية لا تبشر بخير، وتبخيسها للفعل السياسي وضربها للحق النقابي، داعيا إلى احترام حق الاحتجاج تطبيقا للدستور والمواثيق الدولية، باعتباره حقا إنسانيا ووطنيا وتاريخيا وليس تكميليا، منتقدا انفراد الحكومة باتخاذ القرار في قانون الإضراب، رغم ما تضمنته الخطب الملكية من توجيهات بخصوص مكانة الشركاء الاجتماعيين، مؤكّدا أن الاتحاد المغربي للشغل يبقى دائما من دعاة الحوار. واعتبر معصيد الذي أشرف على انعقاد المؤتمر الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم بسطات، الذي انتخب مصطفى العكري كاتبا إقليميا عامّا وكرّم نقابيين آخرين، أن "الاتحاد المغربي للشغل نبض الأمة في ظل الردّة السياسية والبؤس السياسي والتراجعات الخطيرة والصفقات المشبوهة للنقابات التي تواطأت على الموظفين، خاصة في نظام التقاعد المشؤوم الذي صوّت ضده الاتحاد انطلاقا من مبادئه وهويته". وحول الوضعية السياسية الحالية، قال ممثّل قطاع التعليم في نقابة مخاريق إن "المؤتمر ينعقد في ظرفية سياسية واقتصادية واجتماعية معروفة، تتّسم بالاحتقان السياسي والاجتماعي، وهو ما يسائل الجميع"، ملخّصا السبب "في السياسات اللا شعبية للحكومة القديمة الجديدة، التي جاءت لضرب جميع المكتسبات بما فيها مكتسبات الطبقة العاملة، وتفكيك كل ما هو اجتماعي". ووصف معصيد الحوار الاجتماعي ب"المسرحية"، نافيا وجود أي حوار في غياب المحاور وانعدام الإرادة السياسية المتّصفة بالإنصات والتفاعل مع انتظارات الناس لإيجاد الحلول، مشيرا إلى أن الاتحاد المغربي للشغل لا يمكن أن يوقّع على اتفاق تمييزي لا يشمل جميع الموظفات والموظفين، مع مراجعة الزيادة في الأجور، مشترطا أن تكون عامّة، مطالبا في الوقت ذاته الحكومة بخفض نسب الضريبة على دخل الموظفات والموظفين. وبخصوص الجامعة الوطنية للتعليم التابعة للاتحاد المغربي للشغل، أكّد معصيد أنها تعرف دينامية تنظيمية كبيرة جدا، مشيرا إلى "السير في تنزيل البرنامج التنظيمي على المستوى الوطني"، مؤكدا أن الجامعة الوطنية للتعليم "معادلة متميزة وقوية في الساحة التعليمية"، مستدلا بالدفاع المستمر للنقابة التي يمثلها عن جميع الفئات، ومشاركتها في الإضراب الوطني الوحدوي الذي اعتبره درسا عميقا، إضافة إلى التحاق عدد من المناضلين بقناعة وحدوية. ووجّه معصيد رسالة إلى الوزارة الوصية على قطاع التعليم مفادها أن "الجامعة داعية حوار من أجل إيجاد الحلول الحقيقية للمطالب الفئوية لإنهاء الاحتقان في الساحة التعليمية، واستفادة أبناء الشعب من تدريس في المستوى داخل أجواء نقية بالمدرسة العمومية، حتى يتملّك رجال ونساء التعليم الإصلاح، والعمل على تنزيله على مستوى المؤسسات التعليمية"، وفق تعبيره. وأبرز المتحدث أن تنظيمه النقابي سبق أن طالب الوزارة بنظام أساسي منصف وعادل لجميع الفئات، متمنيا أن يكون الحوار مع الوزارة "حوارا يفضي إلى تعاقدات كفيلة بإنهاء الاحتقان الذي تعرفه الساحة التعليمية".