حوّلت مختلف تنظيمات الحركة الأمازيغية رأس السنة الأمازيغية إلى محطة للاحتجاج قسْرا، نتيجة غياب أي بوادر لحل إشكالية نزع الأراضي والاعتداءات المتواصلة للرعاة الرحل وهجمات الخنازير البرية، وخاضت مجموعة من الوقفات الاحتجاجية بشكل متزامن في أزيد من 12 مدينة بالمغرب صباح اليوم الأحد. ونظمت تنسيقية "أكال للدفاع عن حق الساكنة في الأرض والثروة" وقفة بمدينة الدارالبيضاء تنديدا ب "قانون المراعي والظهائر الاستعمارية التي مازالت تحكم المغرب إلى حدود الساعة، وما يترتب عنها من نهب للثروات واعتداء على السكان في مختلف المناطق". ورفع المحتجون عشرات الشعارات التي نددت ب "نزع الأراضي وتسلط الرعاة الرحل وغياب بوادر الحوار من قبل السلطات الحكومية المسؤولة"، من قبيل: "أبريد إيسول إغزيف.. أزْرْفْنغ ولابدا"، "سْوا اليوم سوا غدا أكال نغ ولابدا"، "علاش جينا وحتجينا.. أرضنا اللي بغينا"، "أفوس غوفوس تنكرا". وتطالب التنسيقيات الممثلة للسكان بوضع حد لحالة "التسيب" التي يتسبب فيها الرعاة الرحل بالمنطقة، فبعد نجاح مسيرة "أكال" في قلب العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، تقترح التنسيقيات "اعتماد العرف القبلي كمصدر من مصادر التشريع، فضلا عن إلغاء الظهائر الاستعمارية السالبة لأراضي السكان الأصليين، وكل ما بني عليها من مراسيم وقوانين، وتعويض المتضررين منها على أساس مبدأ جبر الضرر، ونهج مقاربة تشاركية في التشريع مع القبائل حتى تتلاءم مع بنياتها السوسيو-ثقافية". وفي هذا الصدد، قال جمال حور، عضو تنسيقية "أكال للدفاع عن حق الساكنة في الأرض والثروة"، إن "الساكنة تخوض وقفات احتجاجية في أزيد من 12 مدينة خلال وقت متزامن، تحت بيان واحد واستمرارا للبرنامج النضالي الذي سطرته التنسيقية ضد التهميش والإقصاء ونزع الأراضي. نقول لا للظهائر الاستعمارية التي تسلب أراضي سكان سوس وما يتعرضون له من تعذيب وضرب واختطاف وجرح ونهب للثروات التي لا يستفيدون منها". وأضاف حور، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "التنسيقية ستنظم المسيرة الوطنية التي أعلنت عنها يوم 17 فبراير المقبل بمدينة الرباط، وإذا استمرت الدولة في السكوت واختيار اللاموقف والتزام الحياد في الموضوع، فضلا عن عدم تدخل السلطات المحلية من أجل حماية المواطنين في مختلف المناطق التي يهجم عليها الرعاة الرحل، فإننا سوف ندعو إلى وقفات احتجاجية ومسيرات وطنية أخرى ذات نفس تصعيدي". من جهته، قال المحفوظ فارس، مناضل أمازيغي، إن "المشاركة في هذه الوقفة الاحتجاجية تعبير عن كل ما يُمارس ضد الثوابت الثلاثة للهوية الأمازيغية، بعدما أصبحت مهددة في الفترة الأخيرة بسبب نزع الأراضي بفعل الظهائر الاستعمارية، فضلا عن الحقوق الثقافية واللغوية المحبوسة بقانون تنظيمي لم يخرج بعد إلى حيز الوجود، ما يعني أن الهوية باتت مهددة، وهي قضية شعب بأكمله في الحقيقة".