كما جرت العادة كل سنة، اجتمع المئات من المنتمين إلى الحركة الأمازيغية أمام مبنى البرلمان بالعاصمة الرباط، للمطالبة بإقرار رأس السنة الأمازيغية المتزامن مع 13 يناير من كل سنة عيدا وطنيا وعطلة رسمية مؤدى عنها، رافعين الأعلام الأمازيغية ولافتات تطالب الحكومة بضرورة إنصاف الأمازيغ، ورفع الحيف عن التجار والمهنيين الذين يعانون من الفوترة التي أقرها قانون مالية 2019، فضلا عن إجلاء الخنزير البري وإلغاء قوانين نزع الأراضي. الوقفة الاحتجاجية انتصبت أمام البرلمان، اليوم السبت، ونددت بما أسمته "السياسات اللامشروعة الممنهجة من طرف الدولة تجاه إيمازيغن عامة"، مسجلة "تضمانها المطلق واللامشروط مع مختلف فئات التجار والمهنيين بمختلف ربوع المملكة جراء ما يتعرضون له من ضغوط وقرارات حكومية غير منصفة". ورفعت الوقفة التي جاءت بفاعلين أمازيغ من مختلف ربوع البلاد، فضلا عن أطفال ونساء، شعارات باللغة الأمازيغية من قبيل: "زود غاسا زود أزكا..إزرفان د إيض إيناير ولابودا"، و"أفوس غوفوس تانكرا..يوف اترز ولا تكنا"، وأخرى بالعربية مثل: "الاستعمار قاومنا.. وللتهميش تعرضنا"، "التي جي في في الشمال.. والخنزير في الجنوب". كما زينت قبالة مبنى البرلمان ببالونات هوائية تحمل ألوان العلم الأمازيغي. واختارت النساء المحتجات ارتداء الملابس الأمازيغية التقليدية، من "أجلابي" و"إدوكان"، و"أدال" و"تازرزيت"، وغيرها من الألبسة، في إشارة إلى عمق الحضارة الأمازيغية وتنوعها؛ فيما اختار بعض الرجال ارتداء اللباس الأمازيغي التقليدي، حاملين أعلاما ولافتات، ومشيرين برمز الأصابع الثلاثة الدال على التشبث ب"الأرض – الإنسان – اللغة". وتخلل الوقفة الاحتجاجية تقديم أكلة "تاكلا"، التي تأتي عادة كوجبة رئيسية للاحتفاء برأس السنة الأمازيغية الجديدة، ويوضع داخلها "أغرم واينيو"، ومن عثر عليه أثناء تناول الوجبة يعتبر محظوظ السنة الجديدة، التي تخلد الذكرى 2969 لانتصار الملك الأمازيغي شيشونغ على الفراعنة. وفي هذا الصدد، قال عادل أداسكو، عضو هيئة شباب تامسنا الأمازيغي، إنه "للمرة السادسة تخلد مناسبة رأس السنة الأمازيغية في الفضاء العام، وما يميز هذه السنة هو قضية الأرض"، مشيرا إلى أن "المطالب واضحة ومعروفة، وتتعلق بالحقوق الاجتماعية والثقافية للأمازيغ، فضلا عن مطلب رئيسي هو اعتبار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا ويوم عطلة". وأضاف أداسكو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "هذه السنة عرفت مشكلا إضافيا بالنسبة للأمازيغ في منطقة سوس، حيث تستغل المعادن بطريقة غير مشروعة، ولا تستفيد منها الساكنة، فضلا عن استغلال الملك الغابوي"، وزاد: "الدولة تصادر أملاك الناس بطريقة غير مشروعة، وتعتمد في ذلك على بنود استعمارية". وأوضح الفاعل الأمازيغي أن "مناطق جهة سوس تعرف انتشارا واسعا للخنزير البري، كما تعاني من مشاكل كبيرة أسوة بالمناطق المغربية كاملة، والأمازيغية على وجه الخصوص".