عبد الرحيم الشرقاوي (صور: منير امحيمدات) اختار مجموعة من الشباب المنتمي إلى الحركة الأمازيغية الاحتفاء بالعام الأمازيغي الجديد بتكميم الأفواه وحمل "نعش القضية الأمازيغية"، أمام مقر البرلمان، مساء اليوم الجمعة بالعاصمة الرباط. وفيما حمل الحاضرون لافتات تقر بأن "سنة 2966 سنة سوداء على إيمازيغن، اغتيالات، اعتقالات، طحن، حكرة، تهميش، تعريب، اضطهاد"، أوضح أحمد المرسي، الناشط الأمازيغي، أن استقبال العام الجديد بتكميم الأفواه يأتي نتيجة لما عرفته السنة الأمازيغية المنقضية؛ "فالسنة التي غادرت كانت استثنائية، وعرفت عدة أحداث مأساوية تخص الأمازيغ، من قتل واعتقال واعتداء على الحريات العامة، فضلا عن النكوصية في التزامات الدولة تجاه الملف الأمازيغي". المتحدث، وخلال تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أكد أن الحداد حل مكان الاحتفاء بعد تسجيل العديد من الوفيات لمغاربة أمازيغ، على رأسهم طحن "شهيد الحكرة" محسن فكري، واغتيال الطالب الأمازيغي عمر إيزم بجامعة مراكش، وكذا اعتقال الأستاذ إيديور صالح بداعي أنه بعث برسائل إلى رأس النظام يطالب فيها بإنصاف القضية الأمازيغية، على تعبيره. وانتقد المرسي ما اعتبره تراجعات في تعامل الدولة مع القضية الأمازيغية، من خلال القانونين التنظيمين؛ "فبالنظر إلى الطريقة التي تمت بها الصياغة وبالنظر إلى المضمون، يتأكد أن الثوابت الأربعة، التي سبق للدولة أن عبّرت عن التزامها اتجاهها والتي تتمثل في التعميم ولغة لكل المغاربة وأن تكتب بتيفناغ فضلا عن اعتمادها في جميع الأسلاك، تم التراجع عنها بشكل خطير". وبالنبرة المنتقدة نفسها لوضعية القضية الأمازيغية، أوضح عادل أداسكو أن الدولة تتعامل مع القضية الأمازيغية بوجهين مختلفين، الأول يسعى إلى الترويج على الممارسة الديمقراطية داخليا؛ لكنها تستغل القضية الأمازيغية في علاقتها بالخارج، خاصة مع الجزائر، وكلاهما يدخل في مزايدات مع الآخر بالقضية. أداسكو استرسل قائلا إنه في الوقت الذي كانت فيه القضايا المرتبطة بالأمازيغية،في تطور إيجابي، أصبح هنالك تراجع واضح، سواء في التعليم أو الإعلام، "والمشكل بالأساس في الهيئات التي تمنح لهم المسؤولية، فأن يتكلف حزب إسلاموي عروبي بزمام الحكم، فالأكيد أنه سيكون ضد مكاسب القضية الأمازيغية"، قبل أن يتوقع المزيد من النكوص للقضية الأمازيغية مستقبلا. وأنهى المحتجون "وقفتهم الصامتة"، التي احتلت فيها لغة الإشارات مكان الحناجر الصادحة بالشعارات، بإشعال الشموع على "أمل أن تنير ظلمة كل معتقل داخل سجنه وميت داخل قبره"، حسب شهادات متطابقة للحاضرين.