قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، إن الحكومة حققت في قرابة سنتين من ولايتها إنجازات مهمة، منها عدد من الإصلاحات التي طال انتظارها، وأشار إلى أن حصيلة بعض القطاعات تجاوزت ما اتفق عليه في البرنامج الحكومي. وأشار العثماني، في كلمة ألقاها ضمن فعاليات الدورة العادية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، التي انعقدت اليوم السبت في مدينة سلا، إلى أن "هذه الحصيلة الغنية غير كافية للاستجابة لكل الحاجيات ولمختلف أوجه الخصاص". وأقر العثماني بوجود بعض الانحرافات والضعف وسط أعضاء حزب العدالة والتنمية، لكنه اعتبر أن "الأمر طبيعي" و"تتم معالجته بالطرق المناسبة". وتطرق المسؤول الحزبي لقضية متابعة عبد العالي حامي الدين جنائيا، مؤكدا أن "التضامن الذي أعلنته قيادة الحزب ليس موقفاً عاطفياً أو طائفياً أو حزبياً"، ونفى أن يكون حزبه يوماً ناصر أعضاءه بمنطق "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"". في المقابل، نفى العثماني أن يكون هذا الموقف تشكيكاً في سلطات القضاء أو في مبدأ استقلاله، إذ قال: "نحن حزب وطني وديمقراطي، ونحن بذلك ملتزمون باحترام القضاء والتزام سلطاته، لاسيما في هذه المرحلة التأسيسية لاستقلالية السلطة القضائية، والتي تحتاج إلى أكبر قدر من الحيطة والحذر لإنجاح التجربة وتعزيز الثقة في القضاء باعتباره الفصل في موارد النزاع". كما دَفَعَ العثماني عن "البيجيدي" تهمة الطائفة موردا: "نحن لسنا طائفة تدافع عن نفسها بالحق والباطل، وتحمي أعضاءها بغض النظر عما يقومون به، صواباً كان أم خطأ. نحن كما كنا وكما نرجو أن نبقى حزب إصلاحي يعمل على تأطير المواطنين وعلى ترسيخ قيم الاستقامة والحرية والمسؤولية والعدالة والتكافل". ولم يتحدث العثماني عن الجدل التي أحدثه صور تُظهر البرلمانية أمينة ماء العينين بدون حجاب خارج التراب الوطني، واكتفى بالإشارة إلى الموضوع ضمنياً بالقول: "الذمم والأعراض والشؤون الخاصة للمواطنين حرمات تحرم استباحتها والمس بها بالمنطق الديني والدستوري والحقوقي والقانوني والأخلاقي؛ واستعمالها وقوداً للصراع السياسي خط أحمر، خاصة حين استهداف خصوصيات الأسر". لكن العثماني وجه، في الوقت نفسه، اللوم بشكل مبطن إلى البرلمانية بتأكيده أن "استناد الحزب إلى المرجعية الإسلامية هو خيار التأسيس لا تراجع عنه"، وزاد: "أدبياتنا واضحة ولازالت، ومن أراد حزباً آخر غير ما ينص عليه نظامنا الأساسي فليبحث عنه، وليس حزب العدالة والتنمية". وشدد العثماني على أن "المرجعية الإسلامية هي ممارسات عملية وليست ادعاء، يجب أن نتشبث بها وأن نعطي المثال والقدوة ولا نتساهل فيها، ومن أراد أن يتصدر العمل العام ويكون منتخباً مسؤولاً فهذا عليه التزامات أكثر في الحرص على أن يمثل مبادئ الحزب تمثيلاً جيداً".