مع بداية اللحظات الأولى للعام الجديد 2019 اليوم الثلاثاء، انطلق "عام التسامح" في الإمارات، والذي كان أعلنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بهدف ترسيخ قيم التسامح والتعايش في المجتمع. يأتي ذلك وسط استعدادات لزيارة مرتقبة لبابا الفاتيكان للإمارات في شهر فبراير المقبل. ومع انطلاق "عام التسامح"، أشاد عدد من كبار رجال الدين والمسؤولين بالتعايش السلمي في البلاد، وأثنوا على توفير الإمارات نفس المعاملة لمختلف دور العبادة، دون تفرقة بين المسجد والكنيسة والدير والمعبد. وأفردت صحيفة "الاتحاد" الإماراتية ملفا شاملا في عددها اليوم بمناسبة بداية "عام التسامح". وأشار عدد من رجال الدين والمهتمين إلى أن زيارة بابا الفاتيكان إلى أبو ظبي الشهر المقبل تعزز الحوار والتعايش والسلام بين مختلف الأديان. وكان الفاتيكان أعلن في دجنبر المنقضي أن البابا فرنسيس سيزور الإمارات في فبراير المقبل. وقال جريج بورك، المتحدث باسم الفاتيكان، إن الزيارة ستجري في الفترة من الثالث إلى الخامس من فبراير، وإن البابا سيشارك خلال زيارته لأبو ظبي في اجتماع بين أصحاب الديانات المختلفة بعنوان "الأخوة الإنسانية". وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أعرب عن أمله في تسهم الزيارة في "تعميق الاحترام المتبادل... وترسيخ الحوار بين الأديان... والعمل من أجل تعزيز السلم والسلام والأخوة بين جميع البشر". واستعرضت "الاتحاد" طبيعة الإمارات التي تضم أكثر من مائتي جنسية "يعيشون في وئام وسلام ولديهم كافة الحقوق". وتضمن الملف مقابلة مع الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في دولة الإمارات، والذي أشار إلى أن الخطاب الديني في الإمارات "عموده التسامح"؛ فيما أكد الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أن "الإمارات تجسد سماحة وتسامح ورحمة الإسلام". وأفاد الشيخ صالح عباس، وكيل الأزهر الشريف، أن "الإسلام يدعو إلى العفو والتسامح ويتضح ذلك في العديد من آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم". وأضاف أن ما أعلنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بأن 2019 سيكون "عاما للتسامح" في البلاد "أصدق دليل على امتثال المسلمين لأوامر القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة وأن الإسلام دين التعايش والتسامح وأنه براء من كل ما يلصق به من تهم تسبب في إلصاقها به فئة ضالة لا علاقة لها بالإسلام". وأكد البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في مقابلة مع "الاتحاد"، أن المسيحيين في الإمارات ومختلف أصحاب الديانات والعقائد يمارسون شعائرهم الديني لافتا إلى أن الكنائس يتم بناؤها في الإمارات بمحبة وسماحة. وأضاف: "من الأمثلة العملية لروح التسامح التي تتمتع بها الإمارات توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، بإطلاق اسم مريم أم عيسى على مسجد الشيخ محمد بن زايد في منطقة المشرف بأبو ظبي، ترسيخا للتسامح والصلات الإنسانية بين أتباع الديانات المختلفة". وقال محمد البشاري، أمين عام مجلس المجتمعات الإسلامية، إن زيارة بابا الفاتيكان للإمارات الشهر المقبل تسهم في إيجاد أرضية مشتركة بين أتباع الأديان، مشيرا إلى أن الإمارات نجحت في بلورة مشروع إسلامي كبير يحرر الإسلام من مختطفيه من خلال الرد عبر مجالس ومنتديات متنوعة على الجماعات المتطرفة.