وسط تعزيزات أمنية مكثفة وتطويق لمقر جماعة المحمدية جرت عملية انتخاب رئيس المجلس الجماعي، اليوم الاثنين، خلفا للرئيس المعزول حسن عنترة، وهي العملية التي شهدت مواجهات واحتجاجات من طرف المواطنين أمام مقر البلدية. ودخل عشرات المواطنين في مواجهة مع العناصر الأمنية والقوات العمومية على إثر إقدامها على منعهم من حضور جلسة انتخاب الرئيس، وظلوا يصرخون مطالبين بالسماح لهم بمعاينة انتخاب رئيسهم المقبل، مرددين شعارات من قبيل "الشعب يريد معاينة الرئيس"، وشعار "في بلادي ظلموني" الذي رفعته جماهير نادي الرجاء البيضاوي لكرة القدم. وتعرض مرشح حزب التجمع الوطني للأحرار، محمد العطواني، مباشرة بعد نزوله من سيارته لدخول مقر الجماعة، للحصار من طرف بعض المتجمهرين، قبل أن تتدخل السلطات الأمنية لتحريره من بين أيديهم. وتمت عملية انتخاب الرئيسة إيمان صبير، عن حزب العدالة والتنمية، في جلسة سرية، بعد انسحاب مرشح حزب التجمع الوطني للأحرار، محمد العطواني، والمستشارين المحسوبين عليه، من أجل تقديم شكاية ضد الاعتداء عليه ومنعه من ولوج مقر الجماعة لدى مصالح الأمن، قبل أن يسقط مغمى عليه داخل مقر المنطقة الإقليمية الأمنية ويتم نقله بواسطة سيارة إسعاف إلى المستعجلات. وعرفت هذه الجلسة حضور عدد من قيادات حزب العدالة والتنمية على مستوى جهة الدارالبيضاء، وعلى رأسهم الكاتب الجهوي للحزب محسن مفيدي، والبرلماني ابراهيم آيت عديلة، لمساندة مرشحتهم من أجل الظفر بالرئاسة. ورفض المهدي مزواري، عضو حزب الاتحاد الاشتراكي المساند لمرشح التجمع الوطني للأحرار، ما تعرض له المرشح المذكور، مؤكدا أن هذا الأمر "راجع إلى عملية الشحن التي تمت منذ أيّام من طرف صفحات فيسبوكية". وأكد المزواري، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه منضبط للتحالف السياسي الذي يجمع كلا من الاتحاد الاشتراكي والتجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة، مشيرا إلى أنه قام ب"إخبار قيادة الحزب بأطوار ما جرى، ناهيك عن إخبار منتخبي التجمع لقيادتهم بذلك". وبخصوص الخطوات التي سيتم اللجوء إليها بعد نقل مرشح التجمع الوطني للأحرار إلى المستشفى، أكد البرلماني السابق أن "ما جرى ستكون له تداعيات قانونية وسياسية، ونحن لن نصمت عن هذا الأمر". وانسحب الرئيس السابق، حسن عنترة، رفقة المحسوبين عليه من الجماعة، بعد معاينته، بحسب ما أفاد به هسبريس، ما تعرض له المرشح العطواني من مضايقات ومحاصرة من طرف المواطنين. وكان قد جرى تأجيل جلسة انتخاب رئيس جديد لمدينة المحمدية الجمعة الماضي، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني. وانتقد نجيب البقالي، البرلماني والمستشار الجماعي بِاسْم "البيجييدي"، في تصريح سابق، خرق حزبي التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة للاتفاق المبدئي الذي تم إبرامه قبيل إسقاط الرئيس السابق حسن عنترة، والذي كان ينص على أن تبقى الرئاسة بيد "المصباح". وأوضح البقالي، في تصريحه لهسبريس عقب انتهاء الجلسة، أن الحزبين المذكورين "أخلا بالاتفاق المبدئي"، منوها بوفاء مرشحي الاتحاد الاشتراكي السبعة، قائلا: "نوجه تحية للجزء الأغلبي بالاتحاد الاشتراكي بالوفاء لإرادة ساكنة المحمدية والاتفاقات التي عقدت قبيل إسقاط الرئيس السابق، فالسياسة هي الوفاء للتعاقدات".