شهدت جلسة انتخاب رئيس جديد للمجلس الجماعي لمدينة المحمدية، خلفا للرئيس المعزول حسن عنترة من لدن المحكمة الإدارية، غياب منتخبي التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة؛ وهو الأمر الذي جعل النصاب القانوني لانعقادها غير مكتمل. وفِي الوقت الذي حضر هذه الجلسة 23 عضوا ينتمون إلى حزبي العدالة والتنمية (16 عضوا) والاتحاد الاشتراكي (7)، فإن محمد العطواني، مرشح التجمع الوطني للأحرار، رفقة أعضاء حزبه ومناصريه من الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة والمحسوبين على الرئيس المعزول فضّلوا عدم حضورها. وعرفت الجلسة، مباشرة بعد تأجيلها من لدن السلطات المحلية، غليانا واسعا من لدن بعض المواطنين، حيث نوّه البعض بتوحد الأعضاء الحاضرين على كلمة واحدة ورفضهم الخضوع لإملاءات بعض الجهات؛ بينما احتج آخرون على نجيب البقالي، البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، مطاردينه إلى إحدى المقاهي المجاورة لمقر البلدية مطالبينه بالاعتذار لساكنة مدينة الزهور. وعلمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن الأعضاء الحاضرين لهذه الجلسة يخوضون مفاوضات عسيرة من أجل البقاء على كلمة واحدة وعدم حدوث أي شرخ في صفوفهم أو استقطاب من لدن حزب التجمع الوطني للأحرار إلى غاية الاثنين المقبل، حيث ستعقد الجلسة بمن حضر، طبقا لمقتضيات القانون التنظيمي للجماعات. وانتقد نجيب البقالي، البرلماني والمستشار الجماعي بِاسْم "البيجيدي"، خرق حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الأصالة والمعاصرة للاتفاق المبدئي الذي تم إبرامه قبيل إسقاط الرئيس السابق حسن عنترة، والذي كان ينص على أن تبقى الرئاسة بيد حزب "المصباح". وأوضح البقالي، في تصريحه لهسبريس عقب انتهاء الجلسة، أن الحزبين المذكورين "أخلا بالاتفاق المبدئي"، منوها بوفاء مرشحي الاتحاد الاشتراكي السبعة بذلك قائلا: "نوجه تحية إلى الجزء الأغلبي بالاتحاد الاشتراكي بالوفاء لإرادة ساكنة المحمدية والاتفاقات التي عقدت قبيل إسقاط الرئيس السابق، فالسياسة هي الوفاء للتعاقدات". واعتبر عدد من الأعضاء الحاضرين أن غياب المنتخبين الآخرين عن هذه الجلسة "تعبيرا عن فشلهم في تشكيل الأغلبية وحسم الرئاسة لصالحهم"، مؤكدين أن الرئاسة ستؤول إلى المرشحة إيمان صبير، على الرغم من التدخلات التي تقوم بها بعض الجهات. وشهد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي لعب دورا كبيرا في إسقاط الرئيس السابق، أزمة حادة في صفوفه؛ فقد اختلف المهدي مزواري مع بعض رفاقه، ليجد نفسه مساندا للتجمع الوطني للأحرار بينما يساند الآخرون العدالة والتنمية. ونزل إدريس لشكر، الكاتب الاول لحزب "الوردة"، بثقله من أجل دفع الأعضاء إلى التصويت على مرشح التجمع الوطني للأحرار، انسجاما مع التحالف المركزي؛ بيد أنه لم يتمكن من إقناع كل الأعضاء بذلك.