يعيش المجلس الجماعي لمدينة المحمدية، بعد عزل رئيسه حسن عنترة، من طرف المحكمة الإدارية بالدار البيضاء، أزمة حادة خلفت انشقاقات وسط المستشارين من كل الأحزاب المشكلة للمجلس، لاسيما في صفوف حزبي العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وأمام الخلافات الحادة التي شبت بين أعضاء "حزب الوردة"، والتي أدت إلى انشقاق في ما بينهم، إذ يؤيد طرف مرشحة حزب العدالة والتنمية إيمان صابر، بينما يقود المهدي مزواري، البرلماني السابق، أعضاء آخرين للتصويت لمرشح التجمع الوطني للأحرار محمد العطواني، المدعوم من رجل المال والأعمال، المنسق الإقليمي للحزب هشام آيت منا، يعمل الاتحاد الاشتراكي على تقريب وجهات النظر للوصول إلى توافق حول الموضوع. ونزل إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد، بثقله في اجتماع عقد مع منتخبي المحمدية من أجل حسم الخلافات للتصويت على جهة واحدة، إلا أن الخلاف لازال مستمرا، ما دفعه إلى طلب عقد لقاء آخر ترأسه حميد الجماهيري، عضو المكتب السياسي، بيد أن الأمر لازال على ما هو عليه. ويدفع التيار الذي يقوده المهدي مزواري بضرورة التصويت لمرشح التجمع الوطني للأحرار، بيد أَن اتحاديين آخرين يرفضون التماهي كليا مع "حزب الحمامة"، ويدفعون بالتصويت لمرشحة العدالة والتنمية. وأكد مصدر حضر لقاء اليوم، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الاجتماع "لم يتفق خلاله الأعضاء على اسم محدد، ولَم يخرج بأي خلاصة، إذ لازالت الخلافات حول الموقف النهائي، ووجهات النظر متباعدة". وأوضح مصدر الجريدة أن ما زاد تعقيد الوضع كون المرشحين لمنصب الرئاسة ليس عليهما إجماع من عدد من المنتخبين؛ "فاختيار التصويت لمرشح الأحرار ليس سهلا، والأمر نفسه ل"البيجيدي"، الذي يعرف انقساما حول الاسم المقترح"، ما يعني بحسبه أن "الامتحان صعب، وقد يتم اللجوء إلى التقريب بين القراءة المحلية والوطنية لهذا الأمر". وعلمت الجريدة أن عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، دخل بدوره على خط هذه الولادة العسيرة للمجلس الجديد، إذ بادر بالاتصال بالرئيس المعزول حسن عنترة، ودخلا في نقاش مطول بخصوص عملية التصويت على الرئيس المقبل وما تعرض له من إخوانه الذين كانوا أول الموقعين على قرار إقالته. وحسب مصادر هسبريس فإن حسن عنترة والأعضاء السبعة المحسوبين عليه والمطرودين مِن العدالة والتنمية سيشكلون قوة جديدة، ويحسمون في الرئاسة المقبلة، لاسيما في ظل الأوضاع التي يعرفها المتنافسون، لافتة إلى رجل الأعمال آيت منا والمرشح العطواني يقودان مفاوضات على قدم وساق من أجل انضمام عنترة ومن معه إلى الأغلبية المقبلة. ويعيش حزب العدالة والتنمية رجة واسعة بعد تقديم إيمان صابر مرشحة باسمه لرئاسة الجماعة، إذ وضع محمد ولد هنية، نائب الرئيس المعزول الذي كان يطالب بترشيحه لهذا المنصب، استقالته من المجلس الجماعي، فيما قرر آخرون عدم التصويت للمرشحة المذكورة والتصويت لمرشح "الحمامة". وستكون جلسة الغد الجمعة حاسمة في اختيار الرئيس الجديد للمحمدية، رغم كون المحكمة الإدارية بالدار البيضاء، التي كانت قد قضت بعزل الرئيس عنترة، قررت اليوم الخميس تأخير البت في طلب تقدم به دفاع الرئيس يتعلق بوقف تنفيذ عملية العزل، وذلك إلى غاية الإثنين المقبل، في انتظار جواب مصالح العمالة.