لا تزال وحدات عشوائية لإنتاج الفحم تواصل عملية تعذيب سكان تازمورت، أولاد محلة ومشرع العين، في الكردان الكبير بإقليم تارودانت، إذ لم تلقَ شكاياتهم ولا احتجاجاتهم آذانا صاغية من لدن الجهات المعنية، على الرغم من العدد الهائل من المراسلات التي رفعتها هيئات المجتمع المدني إلى المسؤولين محليا وإقليميا وجهويا ومركزيا. هي مفاحم عشوائية تنفث الأدخنة والغبار الأسود في سماء قرى عديدة بإقليم تارودانت، متسبّبة في أضرار صحية لقاطني تلك المداشر، الذين صاروا يستنشقون قسرا هواء ملوثا. كما تُلحق تلك المفاحم أضرارا بالبيئة، مما دفع الساكنة المتضررة إلى الدخول في احتجاجات سلمية، لكن المسؤولين صمّوا آذانهم، واستمرّوا في تجاهل الصرخات المدوّية للمتضرّرين. ونقلت إفادات متطابقة، استقتها هسبريس من عين المكان، أن أسلوب إنتاج الفحم بهذه المناطق يتم وفق طريقة بدائية وتقليدية، تنتج العديد من السلبيات والمخاطر البيئية والصحية والأمنية، حيث إن عمليات التفحيم تتم في مفاحم مفتوحة، مما يجعلها تفرز كميات هائلة من المركّبات والمكونات السامة، كما تؤدي إلى إنتاج كميات كبيرة من غازيْ أول وثاني أوكسيد الكربون وبخار الماء. الإفادات ذاتها كشفت، أيضا، أن تلك الغازات ضارة بالبيئة والصحة، وأن أضرارها لا تقتصر على عملية الحرق، بل تتعدّاها إلى نقل الفحم أو تخزينه، حيث يؤدي ذلك إلى تكسر جزء منه وإنتاج كميات من مسحوق الفحم، الذي يتطاير في الجو مسببا الأذى للجهاز التنفسي للإنسان والحيوانات والغطاء النباتي، على حدّ سواء. وأشارت شكايات جمعيات محلية، تتوفر عليها هسبريس، إلى أن السلطات لم تتجاوب مع صرخات المواطنين، "باستثناء صدور قرارين جماعيّين ومحضر للجنة الإقليمية، لم يُطبق منهما أي شيء، وهذا ما جعل أغلب المواطنين يفقدون الثقة في السلطات، بل يتهمونها بالتواطؤ مع منتجي الفحم وأصحاب المستودعات". وطالبت الهيئات الموقعة على الشكاية المرفوعة إلى مختلف السلطات ومصالح المياه والغابات ب"التدخّل لوقف ورفع الضرر الذي يُصيب صحة المواطنين والبيئة، والناتج عن الأدخنة المنبعثة من مستودعات إنتاج الفحم الخشبي بالمنطقة".