أفادت جمعيات المجتمع المدني بكل من الكردان الكبير وتازمورت وسيدي واعزيز التابعة لإقليم تارودانت بأن معاناة السكان مع الدخان المنبعث من مستودعات "الفاخر" العشوائية المنتشرة في المنطقة "لا يزال مستمرا". ولفتت الجمعيات الانتباه، في بلاغ، إلى أنها نظمت وقفات احتجاجية لتنبيه السلطات المحلية كي تتدخل، وتقوم بواجبها، وترفع هذا الضرر عن الساكنة، "حيث دعا الكاتب العام للعمالة إلى عقد اجتماع موسع لحل هذه المشكلة، وتعهد برفع الضرر في أجل خمسة عشر يوما كحد أقصى، كما وعد بترحيل هؤلاء المستغلين إلى أماكن أخرى بعيدة عن الناس، لكن دون تنفيذ ذلك". وأضاف البلاغ الاستنكاري أن هذا التماطل "شجّع المستفيدين على زيادة الورشات العشوائية، كما زاد عدد المستغلين الوافدين من أقاليم أخرى؛ فزادت حدة الدخان المنبعث من الأكوام، كما اتسعت الرقعة الجغرافية التي ينشطون بها، وهذا ما شكل خطرا حقيقيا على صحة المواطنين، وأصبح العيش في هذه المنطقة نوعا من العذاب". واستطرد البلاغ أن اللجان، التي كلفتها المصالح المختصة بعمالة الإقليم بحل المشكل، "زارت أماكن صنع الفحم الخشبي، وختمت زياراتها بمطالبة رؤساء الجماعات الترابية الموافقة والتوقيع على محضر يسمح للمستغلين بالعمل نهارا مع الالتزام بالتوقف ليلا. وهذا مرفوض تماما من طرف الساكنة؛ لأنه يذهب عكس ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الأخير بالعمالة". وبالرجوع إلى محضر المعاينة الذي قامت به اللجنة الإقليمية التي كلفها العامل، بتاريخ 16-17 غشت 2017، يورد البلاغ ذاته "فقد خرجت اللجنة بتوصيات عديدة؛ لكن للأسف لم يطبق منها شيء، كما أنها وجدت اختلالات كبيرة في عمليات صنع الفحم الخشبي بالمنطقة"، مؤكدا أن الجمعيات "دعت السلطات مرارا إلى الالتزام بتنفيذ هذه التوصيات كمدخل لرفع الضرر".