تبحث الاستخبارات المركزية الأمريكية عن ثلاثة مغاربة يستقرون حاليا بالمغرب بعد فرارهم من التجنيد في الجيش الأمريكي. وبين المطاردين من طرف "سي آي إي" مغربي قاتل في الحرب ضد النظام العراقي وفي أفغانستان، ويسمى "مصطفى.د" ويعمل حاليا نادلا في أحد المطاعم الفاخرة بمراكش. "" وقضى المغربي "مصطفى.د" ست سنوات في فرقة "الشياطين رقم 502" التابعة للمارينز الأمريكي، وحسب ماذكرته جريدة الصباح المغربية فإن وكلاء مغاربة يقيمون في نيويورك وواشنطن كانوا وراء تجنيده مثل ما فعلوا مع عشرات المغاربة الذين يقاتلون حاليا في العراق وأفغانستان. وجند المغربي مصطفى في أقل من ثلاثة أسابيع من وصوله إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد اختياره في القرعة السنوية، ونقل إلى القاعدة العسكرية بالمقاطعة 25 بأنفانتي في ولاية هواي، حيث خضع للتدريب لمدة خمسة أشهر لينقل بعدها إلى الكويت ثم إلى أفغانستان، قبل أن يعود إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية في إطار إجازة، ويتقدم بطلب لزيارة عائلته في المغرب، ليقرر الاستقرار نهائيا في مدينة مراكش. ورغم المراسلات الموجهة إلى العسكري مصطفى من طرف قيادة الجيش الأمريكي عبر البانتاغون، فإنه لم يستجب إليها، ما دفع الأمريكيين إلى مراسلة السلطات المغربية للاستفسار عنه وطلب معلومات توضيحية، على اعتبار أن فراره من التجنيد في القوات المسلحة الأمريكية يعاقب عليه طبقا للقانون العسكري الأمريكي. وقال مقربون من العسكري المغربي إن مصطفى لا يحمل الجنسية الأمريكية وله الحق في العودة إلى المغرب متى شاء، ومن حقه المطالبة بالتعويض عن السنوات التي قضاها في الجيش الأمريكي، وبالتالي فإن الحديث عن المطالبة برأسه من طرف البانتاغون مجرد تضخيم للأمور، ولا يستحق أن تعطى له أهمية لأن المعني بالأمر يعيش حاليا مع عائلته ويشتغل في مطعم وحياته مستقرة. ويستخدم البانتاغون الأمريكي وجهاز الاستخبارات المركزية وكلاء مغاربة لإغراء مجموعة من المهاجرين من المغرب بالالتحاق بالقوات الأمريكية أو العمل لصالح أجهزة الاستخبارات في أمريكا، ووصلت قيمة التعويضات السنوية المقدمة خاصة إلى المغاربة للتجنيد في الجيش الأمريكي 180 ألف دولار، وللأشخاص الذين يقع عليهم الاختيار للعمل مترجمين في "سي آي إي" و الأجهزة الاستخباراتية الموازية 240 ألف دولار سنويا زيادة على مجموعة من الامتيازات. ونجحت الاستخبارات الأمريكية منذ الحرب على أفغانستان في إلحاق مجموعة من المغاربة للعمل مترجمين لصالحها، وبينهم من يعمل حاليا في مناطق النزاع بالعراق و أفغانستان، وسبق لعدد من المتهمين المغاربة المرحلين من قاعدة غوانتناموا أن صرحوا أن محققين يتحدثون العربية بلكنة مغربية حققوا معهم في قاعدة باغرام بكابول وكذا بالسجن الأمريكي على الجزيرة الكوبية. ولم تتوصل عائلات عسكريين قتلوا خلال الحرب على العراق وأفغانستان إلى حدود الشهر الماضي بالتعويضات التي يقدمها البانتاغون لأسر قتلى الجيش الأمريكي، والسبب أنهم لا يحملون الجنسية الأمريكية، ما يعرقل صدور قرار تعويض أسرهم. ويذكر أن المعلومات المتوصل بها من طرف الاستخبارات الأمريكية كشفت مقتل عسكري مغربي يسمى "فريد العزوزي" شهر يوليوز الماضي في كركوك العراقية، كما أكدت سعي السلطات الأمريكية إلى ترحيل ضابط الصف هشام بنكبو، المظلي المغربي في فرقة "الشياطين رقم 508" بأفغانستان.