ترأس محمد يحضيه بوشعاب، والي جهة العيون الساقية الحمراء وعامل إقليمالعيون، اجتماعا خاصا بانطلاق المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أشر الملك محمد السادس قبل أسابيع على انطلاقتها. وحضر الاجتماع، الذي خصص لإعطاء الانطلاقة الرسمية للمرحلة الثالثة من البرنامج الملكي، على وجه الخصوص، محمد دردوري الوالي المنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وسيدي حمدي ولد الرشيد رئيس جهة العيون الساقية الحمراء ، ومولاي حمدي ولد الرشيد رئيس المجلس الجماعي للعيون، إلى جانب عامليْ إقليم بوجدور والسمارة، ورؤساء المجالس الإقليمية بالجهة وعدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية وفعاليات المجتمع المدني. وترتكز المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على صيانة كرامة المواطن، من خلال تحسين ظروف عيشه عبر إنجاز برنامجين يسعيان إلى مواصلة الجهود المبذولة في المرحلتين السابقتين، عبر تقليص العجز في البنيات التحتية والخدمات الأساسية، ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة مع إعطاء أهمية قصوى للرفع من جودة الخدمات. كما تسعى إلى تذليل معيقات التنمية البشرية لبعض الفئات المجتمعية، عن طريق برنامجين جديدين يترجمان الإرادة القوية لتركيز استهداف تدخلات المبادرة على الرأسمال البشري من خلال المساهمة في تحسين الإدماج الاقتصادي للشباب وخلق فرص الشغل، وإعادة الأمل للأجيال الصاعدة ومواكبتها عبر مقاربة استباقية. محمد دردوري، الوالي منسق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أوضح أهم مرتكزات المرحلة الثالثة لمبادرة التنمية البشرية، مشيرا إلى أنها "تهدف إلى الدفع بالتنمية البشرية لفائدة الأجيال الصاعدة سواء تعلق الأمر بالصحة والتعليم الأولي، أو بدعم التمدرس بمواكبة التلاميذ وكذا تحسين المناخ العام للدراسة"، مضيفا أن "البرنامج الثاني من المرحلة الثالثة من المبادرة يشمل أيضا مواكبة الشباب لتحسين اندماجهم في النسيج الاقتصادي". وبخصوص سياق المرحلة الثالثة من المبادرة، أكد دردوري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنها "جاءت لتعزيز مكسب المرحلتين السابقتين، سواء على مستوى تدارك الخصاص في البنيات التحتية، أم في ما يتعلق بمواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، مشيرا إلى أن الوزارة اعتمدت توسيع الهيكلة الخاصة بالمبادرة؛ "فالمرحلة الجديدة تعتمد الحكامة المتجددة كما تعتمد على المشاركة والتشارك"، يوضح الوالي، مضيفا أنه فيما يخص التشخيص "فقد تم إحداث لجان محلية بمشاركة المجتمع المدني، المنتخبين، الإدارات العمومية، وبقية الفاعلين الاجتماعيين". من جهته، نوّه رئيس المجلس الجهوي لجهة العيون الساقية الحمراء برؤية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مبرزا الإشادة الدولية والوطنية التي حظيت بها المرحلتان الأولى والثانية من مشروع المبادرة، ليؤكد أنه "لفهم سياق المشروع الملكي ينبغي الرجوع إلى بدايتها وإلى توجيهات الملك محمد السادس إبان إعطائه انطلاقة المشروع سنة 2005". "فالمبادرة ليست برنامجا أو مخططا فقط ولكنه أيضا فلسفة هدفها ومحورها الأساسي هو الاهتمام بالعنصر البشري وتسخير كافة إمكانات الدولة لخدمته والنهوض به، خاصة الفئات الاجتماعية الهشة التي وضعتها المباردة على رأس أولوياتها" يوضح رئيس الجهة في معرض تدخله، ليؤكد على "عزم المجلس الجهوي لجهة العيون الساقية الحمراء الانخراط الكامل والمساهمة الفعالة في إنجاح المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتحقيق الأهداف المنوطة بها وتجاوز كافة الإكراهات التي تعترضها". كما أشاد المسؤول الجهوي خلال مداخلته بالآليات التي سيتم اعتمادها خلال المرحلة الثالثة من المبادرة بهدف تقييم واختيار المشاريع المستهدفة والفئات المستفيدة منها، مشيرا في هذا الصدد إلى مكونات اللجان المحدثة على المستويات المحلية الإقليمية والجهوية لتقييم وتحيين المشاريع، والتي "ستساهم مساهمة فعالة في إنجاح التجربة" يؤكد رئيس الجهة. من جانبه، أكد محمد سالم بنمسعود رئيس فرع الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة العيون الساقية الحمراء، في كلمته له خلال أشغال اللقاء، انخراط القطاع الخاص في جهة العيون الساقية الحمراء في برنامج المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مشيرا إلى مساهمة الفاعلين الاقتصاديين المحلين في إنجاح المرحلتين السابقتين من المبادرة على مستوى الجهة. وأشار المستشار البرلماني عن CGEM في معرض حديثه إلى الجهود التي يبذلها الاتحاد العام لمقاولات المغرب في هذا الصدد، وهي الهيئة ذاتها التي تحتضن العديد من الشركات والجمعيات العاملة في مختلف المجالات، موضحا الدور المحوري الذي يلعبه رئيس المجلس البلدي للعيون مولاي حمدي ولد الرشيد في دعم جهود الهيئات والجمعيات الخيرية، التي تسهم في التصدي لمختلف مظاهر الهشاشة الاجتماعية بالمنطقة. كما أجمع جل المتدخلين خلال أطوار الاجتماع على أهمية حصيلة المرحلتين السابقتين من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ إطلاقها في 2005، منوهين بهذا الورش الملكي الكبير الذي أعطى دفعة قوية للتنمية بهذه المنطقة، والذي اعتبروه ورشا نموذجيا يحتذى به على المستويين الإقليمي والدولي، معبرين في الوقت ذاته عن استعدادهم في إنجاح وتنزيل الأهداف المسطرة في برنامج المرحلة الثالثة.