أثار مقتل السائحتين الأجنبيتين بإمليل مخاوف من أن تفتح موجة من الهجمات الإرهابية بصيغة جديدة في المملكة، خاصة أن الأمر بات يتعلق بما يسمى بظاهرة "الذئاب المنفردة"؛ وهي صيغة جديدة للإرهاب كانت قد أعلنت "داعش" عن تبنيها، كما سبق أن حذر منها مسؤولون أمنيون. محمد مصباح، باحث متخصص في الجماعات الإسلامية، نبّه إلى أن من قاموا بتنفيذ حادثة إمليل لم يسبق لهم الذهاب إلى سوريا أو زيارة بؤر التوتر، ناهيك عن أن أحد هؤلاء الموقوف على خلفية الحادث سبق أن اعتقل بسبب محاولته الذهاب إلى سوريا. وقال مصباح، ضمن تصريح لهسبريس، إنه "في الوقت الذي تتعامل فيه دول أخرى مع العائدين من بؤر التوتر نجد أنه في المغرب تطرح إشكالية الأشخاص الذين لم يتمكنوا من الذهاب إلى سوريا ويمتلكون قناعات إيديولوجية متطرفة". وأوضح الباحث المتخصص في الجماعات الإسلامية أن عدم تمكن هؤلاء الأشخاص من الذهاب إلى بؤر التوتر "خلق لديهم نوعا من الإحباط وخيبة الأمل، ودفع بعضهم إلى التفكير بمثل هذه الأفعال"، مبرزا أن "الخلايا الموجودة بالمغرب هي خلايا صغيرة أو ميكروسكوبية لا تشبه ما يصطلح عليه بالذئاب المنفردة بشكلها الكلاسيكي؛ بل هي مجموعات صغيرة تنظيميا غير مرتبطة بداعش أو التنظيمات العابرة للحدود ومرتبطة في الآن ذاته بها فكريا". وأضاف المتحدث أن "هناك تأثرا إيديولوجيا وفكريا أكثر منه تنظيمي"، موردا أن بروفايلات المعتقلين هي كلاسيكية ويتعلق الأمر بشباب في العشرينيات من العمر ينتمون إلى فئات اجتماعية مهمشة. وأقر الخبير بأن التهديدات الإرهابية لا يخلو منها أي بلد، إذ أصبحت ظاهرة منتشرة، موضحا أن "ظاهرة التطرف كانت موجودة في المغرب منذ عقدين على الأقل، إذ ظهرت بشكل أساسي بعد أحداث 16 ماي؛ لكنها لم تنقطع"، مردفا: "وتيرة التطرف ارتفعت في السنوات الأخيرة، بسبب الأحداث التي وقعت بسوريا والتي كانت عنصر جذب للكثير من الجهاديين". ويُعرَّف الذئب المنفرد، الذي باتت الجماعات الإرهابية تلجأ إلى خدماته أكثر فأكثر، بكونه شخصا معزولا يؤمن خاصة بالفكر المتطرف والدموي، وله قدرة على اختيار أهداف خاصة به، يحضِّر وينفذ عملياته دون اللجوء إلى خط تراتبي قد يتم اختراقه من لدن عناصر مكافحة الإرهاب.