التأم العشرات من المواطنين المغاربة أمام السفارتين النرويجية والدنماركية بالعاصمة الرباط، اليوم السبت، لتجسيد وقفة تضامن رمزي مع "فتاتي الحوز"، والتنديد بالعمل الإرهابي الشنيع الذي طالهما، عقب قتلهما أثناء ممارستهما هواية تسلق الجبال بمنطقة إمليل. الوقفة التي جاءت بوجوه برلمانية وسياسية ونقابية شهدت رفع صور للضحيتين، ووضع أكاليل من الزهور أمام مقرّي السفارتين؛ فيما رفع آخرون لافتات منددة بالفعل الشنيع، مبرئين ساحة الثقافة المغربية من مثل هذه السلوكات. وظلت الوقفة الرمزية صامتة، إذ لم ترفع أي شعارات صوتية، وظلت تحت مراقبة عناصر الأمن التي حلت بالزي المدني، كما عرفت تعليق صور الضحيتين بجوار السفارتين، تعبيرا عن التضامن اللامشروط مع عائلتيهما اللتان تسلمتا الجثمانين، مساء أمس الجمعة، بعد أن نقلتهما طائرة خاصة صوب النرويج والدانمارك. حنان رحاب، البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي، قالت في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية إن "المغاربة أبانوا عن إدانتهم الجماعية للفعل الإرهابي الذي أقدم عليه المجرمون، وهي إشارة جد مطمئنة"، مشيرة إلى أن "طبيعة المغاربة ضد الأفكار المتطرفة والإرهابية"، وزادت: "أتمنى من موجة التضامن على بساطتها ورمزيتها أن تعم الوطن كاملا، لأن البلاد متضررة من مثل هذه الهجمات الإرهابية". من جهته أورد عمر الشرقاوي، أستاذ القانون في جامعة الحسن الثاني، أن "الوقفة التضامنية هي أقل ما يمكن للمغاربة القيام به، وتعكس المؤازرة والتنديد الشديد بالفعل الذي لا يمثل الثقافة المغربية"، مشددا على أن "المغاربة يجمعون على أن العملية إرهابية". وأضاف الأستاذ الجامعي نفسه، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "طريقة وفكرة القتل تفرض نوعا من الوحدة والتكتل لمواجهة خطر السرطان والغدر الإرهابيين". خالد أدنون، الناطق الرسمي باسم حزب الأصالة والمعاصرة سابقا، أورد في تصريح لهسبريس: "واقعة إمليل استُقبلت بحزن كبير، ووقفة اليوم التي يحضرها فاعلون سياسيون ومدنيون وشبان تأتي من أجل التعبير عن التضامن المطلق مع الشعبين النرويجي والدانماركي، وكذلك مع عائلتي الضحيتين"، مشددا على أن "العمل الإرهابي لا يمت بأي صلة للثقافة المغربية". وكان المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، يومي 20 و21 دجنبر الجاري، تمكن من توقيف تسعة أشخاص بكل من مراكش والصويرة وسيدي بنور وطنجة واشتوكة أيت باها، للاشتباه في ارتباطهم بمرتكبي العمل الإرهابي الذي راحت ضحيته سائحتان أجنبيتان من جنسية نرويجية ودانماركية بمنطقة شمهروش نواحي مراكش. وذكر بلاغ المكتب، المعروف اختصارا ب"البسيج"، أن توقيف هؤلاء المشتبه فيهم التسعة يأتي في سياق الأبحاث والتحريات الدقيقة التي يباشرها المكتب المركزي للأبحاث القضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بغرض كشف جميع ظروف وملابسات ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، وتحديد دوافعها وارتباطاتها بعمل إرهابي.