ما زالت تداعيات مقتل السائحتين الإسكندنافيتين في منطقة إمليل بإقليمالحوز، التي مرّت عليها نحو شهر، تخيّم على المشهد السياسي في كل من النرويج والدنمارك، بحيث شهدت مدينة Jæren، الواقعة جنوب غرب النرويج، اليوم الاثنين، تنظيم جنازة مهيبة للسائحة مارين أولاند، حضرت فيها شخصيات دبلوماسية وحكومية من كلا البلدين؛ كما لم تفوّت المملكة الفرصة من أجل تقديم تعازي الشعب المغربي إلى عائلة الضحية. وأقيمت مراسيم تأبين السائحة النرويجية التي تسبق الجنازة في كنيسة "التايم" (Time)، إذ جرى تقديم العديد من شهادات الأصدقاء والجيران المقربين من الضحية النرويجية الذين بدوا متأثرين بالحادث، فضلا عن كلمات أفراد عائلتها الذين تحدثوا عن مناقب السائحة النرويجية، إلى جانب بعض الوصلات الغنائية لبعض الفنانين السويديين حدادا على روح الضحية، وفق ما نقلته صحيفة BT الدنماركية. وشاركت لمياء الراضي، سفيرة المملكة بالنرويج وإيسلندا في الجنازة، حيث نددت بالجريمة الإرهابية التي راحت ضحيتها مارين أولاند، وقالت: "إن المغرب قد حضر مراسيم التأبين من أجل التعبير عن تضامنه المطلق مع عائلة الضحية، لأننا ندين هذه الجرائم المروّعة التي ترتكب في حق الأبرياء"، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية (AFP). وشجبت السفيرة المغربية "جريمة شمهروش" الوحشية، خلال الكلمة التي ألقتها في الكنيسة، مُبلغة أسرة الضحية تعازي الحكومة والشعب المغربي، مشددة في حديثها مع قناة TV2 Nyhetskanalen على أن المواطنين يتضامنون مع الضحية بشكل كبير للغاية؛ إذ تلت على الحاضرين بعض رسائل التعزية والتعاطف التي تلّقتها من طرف عشرات المغاربة. من جهتها، قالت إيرنا سولبيرغ، رئيسة الوزراء النرويجية، في تصريح أدلت به لصحيفة VG النرويجية، إن "الفعل الإرهابي الذي راحت مارين ضحيته لا معنى له، لكن العمليات الإرهابية تستهدف دائما الأبرياء فقط. نحن نتضامن ونساند بقوة الأسرة في هذه المحنة العصيبة التي تمرّ بها". وأضافت رئيسة الوزراء النرويجية أن "الاثنين يجسد يوم الحزن الشديد على فراق مارين أولاند. لا أنفك عن التفكير كل يوم في الجريمة الإرهابية الشنيعة. أتمنى صادقة أن تواصل الشرطة المغربية والنرويجية البحث في الموضوع، عبر محاكمة جميع المتورطين في الجريمة الوحشية". بينت هووي، وزير الصحة النرويجي، الذي مثّل الحكومة النرويجية في مراسيم التأبين بالكنيسة، صرّح بدوره بأن "الجريمة شنعاء بدون شك. لقد عشنا ما خشيناه جميعا.. من الأفضل أن نبكي معا قصد التخفيف من منسوب الحزن والغضب الذي ينتابنا. لقد كانت فتاة جيدة، رغم أننا لم نتعرّف عليها في الحقيقة؛ لكنها كانت تجوب العالم بدون قيد أو خوف". جدير بالذكر أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أعلن، في وقت سابق، أنه تمكن، بتعاون وثيق مع مصالح المديرية العامة للأمن الوطني، من إيقاف مواطن سويسري، يحمل الجنسية الإسبانية ومقيم بالمغرب، للاشتباه في ارتباطه ببعض الأشخاص الموقوفين في إطار البحث القضائي المنجز على خلفية مقتل السائحتين النرويجية والدنماركية بجماعة إمليل، في إقليمالحوز.