قالت مقالة بحثية منشورة بالمجلة الأمريكية "إنترناشونال بوليسي دايجست" إن عقيدة الجيش الجزائري قائمة على كره النظام المغربي؛ "ذلك أن خصلتي العداء والكراهية متجذرتين داخل جيش قصر المرادية منذ عقود، لأنه يتحكم في مختلف تمفصلات الحياة، عبر بوابة الأحزاب السياسية ورئيس البلاد العاجز عن إدارة شؤونها". وأضافت المقالة، التي تناولت بالدراسة والتحليل جذور "الحرب الباردة" بين البلدين، أنه "في ظل العداء الذي يُكنُّه الجيش الجزائري لمؤسسات المملكة المغربية، تتنامى جسور التواصل بين الشعبين معا، نتيجة القواسم المشتركة التي تجمع بينهما، مثل الدين واللغة والثقافة". المقالة المُعنوْنة ب "المغرب والجزائر: حرب باردة لا نهاية لها"، أبرزت أن "كراهية النظام المغربي متأصلة في نفوس جنرالات الجزائر. لذلك، فإن الوضع الحالي يحتمل حلّين لا غنى عنها؛ إما أن تفلس دولة الجزائر من الناحية الاقتصادية؛ ما سيسمح لصندوق النقد الدولي والبنك العالمي بإعادة تنظيم الأوضاع من جديد، من خلال السماح بفتح الحدود الاقتصادية بين البلدين بمنح الشركات المغربية ترخيص الاستثمار في المدن الجزائرية". أو الحل الثاني، وفق محمد اشتاتو، أستاذ التعليم العالي الخبير في العلوم التربوية، المتمثل في "قطع الإعانات المالية المحتملة في المستقبل، الأمر الذي سيخرج السكان إلى الشوارع من أجل الاحتجاج على تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية؛ ما ستنتج عنه ثورة من شأنها أن تضع حدا للسيطرة العسكرية، وبالتالي إحقاق الديمقراطية بالبلاد". وأبرزت مقالة الدكتور اشتاتو، المتخصص في قضايا الإسلام السياسي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن "الجزائر ستستمر في كره النظام المغربي، من غير هاتين الفرضيتين، الأمر الذي سيجعل الاتحاد المغاربي مجرد أمنية لن تتحقق أبدا، إن لم يكن مجرد مزحة سياسية"، مشيرة إلى المبادرة الملكية بمناسبة خطاب المسيرة الخضراء على أمل بدء فصل جديد من العلاقات الدولية، لكن الحكومة الجزائرية لم تستجب لها بشكل رسمي. وعرَّجت المقالة البحثية على بعض أصول النزاع بين الدولتين، في مقدمتها "حرب الرمال" التي انهزمت فيها الجزائر، "فبدلا من الاحتفاظ بالأراضي التي تم الاستيلاء عليها أثناء الحرب القصيرة، أصدر الحسن الثاني تعليماته للجيش، في خطوة غير متوقعة، من أجل العودة إلى الوطن لتجنب صراع طويل الأمد مع الجزائر، لكن العداء بدأ يطفو إلى السطح شيئا فشيئا داخل الدوائر الرسمية". وتطرّقت المقالة إلى نزاع الصحراء، موضحة أن "السياسة الرسمية الجزائرية لطالما اعتبرت المغرب عدوا لها ومنافسا حقيقيا في المنطقة، حيث قامت بتبني جبهة البوليساريو سنة 1975، كما سلّحتها بأحدث التجهيزات الحربية لشن هجمات على كل من المغرب وموريتانيا؛ ما جعل هذه الأخيرة لا تتحمل وطأة الهجوم العسكري، لتنسحب من المنطقة في نهاية المطاف". "ومن أجل مواجهة الهجومات المتكررة لعناصر البوليساريو، قام المغرب بتشييد جدار رملي على طول المنطقة. كما اقترح مبادرة الحكم الذاتي في سنة 2006، وهي الخطة التي حصلت على دعم دولي، لأنها تجسد التطبيق الأمثل لحل النزاع"، يختم الباحث المغربي مقالته ب"إنترناشونال بوليسي دايجست".