افتتحت صباح اليوم الجمعة بقصر المؤتمرات فعاليات مهرجان العيون للشعر العالمي في نسخته الثالثة تواليا، والمنظم من طرف جهة العيون الساقية الحمراء بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال، تحت شعار "الشعر فضاء لتلاقي الثقافات"، بمشاركة وطنية ودولية وازنة. وحضر أشغال مهرجان العيون للشعر العالمي، الذي يحظى برعاية الملك محمد السادس، كل من محمد يحضيه بوشعاب، والي جهة العيون الساقية الحمراء، وبلاهي باد، نائب رئيس جهة العيون-الساقية الحمراء، وعبد الإله عفيفي، الكاتب العام لوزارة الثقافة والاتصال (قطاع الثقافة)، إلى جانب رؤساء المصالح الخارجية وعدد من أعيان القبائل الصحراوية ومنتخبي الجهة. رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، سيدي حمدي ولد الرشيد، قال في كلمة افتتاحية له، تلاها نائبه بلاهي باد أمام المشاركين، إن "النسخة الثالثة تأتي بعد نجاح النسختين السابقتين"، وزاد: "النسخة الأولى من المهرجان التي نظمها مجلس الجهة سنة 2016 في موضوع "الشعرية الصوفية وآليات اشتغالها" طرحت ثنائية تفاعلية جسدتها ثنائية الشعر والتصوف، حرصا منا كمؤسسة منتخبة على الانفتاح الجاد على كل الهويات واللغات العالمية، وأيضا انسجاما مع ما للشعر من دور فعال في ربط الصلات، وما يزخر به أيضا من فضائل إنسانية وقيم أخلاقية يوحدها الرابط الوجداني والعاطفي". أما الدورة الثانية للمهرجان، التي نظمت تحت شعار "دور الشعر في ترسيخ قيم السلم والتعايش"، فقد أكد المسؤول الجهوي أنها "تزامنت مع إحياء الاحتفالات المخلدة للذكرى 42 لإعلان جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني عن تنظيم المسيرة الخضراء المظفرة، التي مكنت الشعب المغربي من استكمال وحدته الترابية على مستوى الأقاليم الجنوبية، ووضع هذا الجزء من التراب الوطني على سكة التنمية والبناء والتحديث". واستشعارا منه للمكانة التي يجب أن تولى للشعر العربي والعالمي معا، ولفت الانتباه إلى دورهما الريادي في نبذ الخلافات وتقريب وجهات النظر، أكد ولد الرشيد أن "الملتقى سيبقى عنوانا بارزا للتسامح والتعايش السلمي كما كان، وسيظل فضاء لتكريس تلاقي الثقافات وتلاحمها" مشيرا إلى أنه "سيحرص على استمرار انعقاد ونجاح هذا الملتقى الثقافي والأدبي الذي يجمع شعراء وأدباء من مختلف القارات؛ آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، خاصة من الشيلي والمكسيك والأرجنتين"، ومبرزا أنها "فرصة حقيقية لتجديد الترحاب بكل ضيوف جهة العيون الساقية الحمراء". المسؤول الأول في جهة العيون الساقية الحمراء زاد: "نحن مدعوون أكثر من أي وقت مضى إلى استحضار السياقات الاحتفالية التي يأتي في إطارها تنظيم هذه التظاهرة الثقافية العالمية على هذا الجزء الغالي من التراب الوطني، حرصا منا على ضرورة مواكبة هذا الحدث الوطني الكبير، وسعيا منا كأبناء لهذا الوطن إلى مواصلة المسيرة بإرادة ومسؤولية وطنية تروم في العمق خلق ظروف وأجواء ترقى إلى حجم ومستوى الذكرى المحتفى بها"، لافتا إلى أن مجلسه "أقدم على امتداد الفترة الماضية، إدراكا منه للعناية التي يوليها صاحب الجلالة حفظه الله للثقافة، على تفعيل مضامين الخطب الملكية، خاصا بالذكر الخطاب الملكي ليوم 6 نونبر 2017، الذي أكد خلاله الملك محمد السادس حرصه على العناية بالثقافة الحسانية والتعريف بها من خلال تشجيع المبادرات والتظاهرات الثقافية المعززة للتواصل والانفتاح على القيم والحضارات الكونية". هذا وعرف حفل الافتتاح تقديم بعض المشاركين في المهرجان الأدبي لقراءات شعرية باللغة العربية الفصيحة والحسانية كشعر لهجي يميز المنطقة، بالإضافة إلى تكريم شخصيات عمومية وأدبية محلية. كما يحفل برنامج المهرجان الثقافي بالأمسيات الفنية والشعرية والندوات الأكاديمية التي تعالج العديد من المواضيع المرتبطة بعنوان نسخة السنة الحالية، وكذا ورشات إبداعية لفائدة المبدعين الشباب. ويهدف المنظمون من خلال هذه التظاهرة الثقافية السنوية التي تحظى بالرعاية السامية الملكية إلى تثمين وتسليط الضوء على الإبداع الشعري في الوطن العربي وإفريقيا والعالم، وكذا الاعتراف بالأدوار الجديدة التي أصبح يلعبها في التقريب بين الثقافات والشعوب، وتعزيز فرص التواصل بين النخب المبدعة بما يمكنها من المساهمة الفاعلة في فتح الآفاق الرحبة الواعدة التي يرنو إليها كل إنسان في العالم. ويجسد المهرجان انفتاح جهة العيون الساقية الحمراء على المحيط العربي والإفريقي والعالمي، بهدف تعزيز روابط العلاقات التاريخية والجغرافية، واستكشاف المنطقة الصحراوية الغنية بتراثها وثقافتها وما يميزها من صفات وقيم تظل بمثابة الوعاء الحاضن للشعر بمقاصده النبيلة ورسائله الإنسانية، من خلال تمتين أواصر التواصل بين الشعراء والباحثين المهتمين؛ سواء تعلق الأمر بالأمسيات الشعرية أو الندوات أو النقاشات التي ستكون العنوان البارز لهذه الدورة الثالثة.