تعيش مدينة العيون، بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء السلمية، على إيقاع القوافي الشعرية، العربية والعالمية، حيث اجتمع لفيف من الشعراء والشاعرات العالميين والعالميات، حول منبر جهة العيون الساقية الحمراء، واستمروا يصدحون شعرا، وينشدون إخاء ومحبة، يعبدون بذلك طريق السلم من مدينة العيون إلى كل العالم. وفي كلمته بمناسبة تنظيم الدورة الثانية لمهرجان العيون للشعر العالمي، المقامة تحت رعاية الملك محمد السادس، رحب سيدي حمدي ولد الرشيد، رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، بالحاضرين لافتتاح الدورة، شاكرا الشعراء والشاعرات، الذين واللائي، لبوا الدعوة ونزلوا بمدينة العيون، حاضرة الصحراء المغربية ، معززين مكرمين. ولم تفت الفرصة ولد الرشيد لتذكير الحاضرين بتزامن دورة العيون، المقامة حول موضوع "دور الشعر في ترسيخ قيم السلم والتعايش"، مع احتفالات الشعب المغربي بالذكرى الخالدة، مؤكدا أن الدورة الثانية للمهرجان تقام بعد نجاح دورتها الأولى المنظمة أيام 6/5/4 نوفمبر من العام الماضي، تلك التي كان موضوعها حول "الشعرية الصوفية وآليات اشتغالها". وأشاد رئيس جهة العيون الساقية الحمراء بما حققه المهرجان، على الرغم من حداثة سنه، بانفتاحه الجاد على كل الهويات واللغات العالمية، انسجاما مع ما للشعر من دور قيم تجسيدا لمخرجات البيان الذي خرجت به الدورة السابقة، تلك التي أكدت على جعل مدينة العيون عاصمة للشعر والشعراء عبر العالم. وإيمانا من الجهة بالدور الذي يجب أن تقوم به المجالس الجهوية للمملكة من اهتمام بالثقافة المحلية والرقي بها لجعلها رافعة للتنمية المستدامة، يعلق سيدي حمدي، وسعيا إلى مواصلة المسيرة بإرادة ومسؤولية وطنية تروم في عمقها خلق ظروف وأجواء ترقى إلى حجم ومستوى الذكرى المحتفى بها، قامت جهة العيون الساقية الحمراء، وعلى امتداد الفترة الماضية، بتنزيل وتفعيل مضامين عقد برنامج تمويل وإنجاز برنامج التنمية المندمجة للجهة الخاص بتنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة. وأكد ولد الرشيد في اللقاء الثقافي الدولي، الذي افتتحه والي الجهة ومبعوث وزارة الثقافة، وعدد من المسؤولين والشخصيات المدنية والعسكرية، بضرورة النهوض والارتقاء بالمكون الثقافي والهوية الأدبية لجهة العيون الساقية الحمراء، المصادق على تنفيذه أمام الملك محمد السادس، في نوفمبر 2015. وأشاد رئيس الجهة بالدينامية الجديدة للتنشيط الثقافي والفني في جهته، منوها بإعادة الاعتبار للتراث والثقافة المحلية وفسح المجال لتلاقحها وتعايشها مع الثقافات العالمية، وذلك عبر تنظيم مهرجانات دولية غايتها ربط الجهة بمحيطها العربي والعالمي، باعتبار الشعر يظل بوابة أساسية للتنمية الثقافية، نظرا لما يحظى به هذا الفن الأصيل من اهتمام ومكانة جابت أرجاء المعمور. وأشار السياسي ولد الرشيد إلى اهتمام مهرجان العيون للشعر العالمي بالجهة التي يرأسها، مشيدا بعناية الملك، ورعايته الشخصية للتظاهرة العالمية للشعر، باعتبارها تظاهرة دولية تعد ملتقى أدبيا وثقافيا مهما للغاية، نظرا لطبيعة الضيوف المشاركين فيها، وذلك في نظر رئيس الجهة، يعتبر بمثابة تزكية صريحة للمجهودات التي تبذلها جهته كمؤسسة منتخبة، دستورية، تسعى إلى النهوض بالشأن الثقافي بالمنطقة، تأكيدا للأدوار الطلائعية التي تقوم بها الجهة في مجال الدبلوماسية الثقافية. وخلص سيدي حمدي ولد الرشيد إلى تأكيد حرص الجهة على استمرار أداء إشعاعها في سبيل حماية دور الشعر الإيجابي لإنضاج أفضل الشروط وترسيخ قيم التسامح والتعايش العالميين، مؤكدا أن الشعر ليس جنسا أدبيا يخاطب النفس والوجدان، ويعبر عن المشاعر والعواطف الجياشة، والمواقف الإنسانية السامية، وقيم الخير والجمال والمحبة والسلم والإخاء والتسامح فحسب، بل هو فرصة للشعراء والأدباء لنسج علاقات ترابط ثقافي وأدبي بينهم، بمختلف تجاربهم وحساسيتهم وتوجهاتهم الأدبية بغية إبراز جدوى الشعر وجماليته في تجسيد القيم النبيلة ، وخلق شروط الانفتاح وتبادل الخبرات وإنعاش السياحة الثقافية في جهة العيون الساقية الحمراء في علاقتها بالعالم.