تستضيف مدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء، ابتداء من 14 من دجنبر الجاري إلى غاية 16 منه، فعاليات مهرجان العيون للشعر العالمي في نسخته الثالثة، والذي تنظمه جهة العيون الساقية الحمراء بشراكة مع وزارة الثقافة، تحت شعار "الشعر فضاء لتلاقي الثقافات"؛ ومن المنتظر أن يشهد مشاركة وطنية ودولية وازنة. وحسب بلاغ صادر عن الجهة المنظمة فإن منتدى العيون للشعر العالمي، الذي يحظى برعاية سامية من الملك محمد السادس للمرة الثالثة تواليا، يَهدف إلى تثمين وتسليط الضوء على الإبداع الشعري في الوطن العربي وإفريقيا والعالم، وكذا الاعتراف بالأدوار الجديدة التي أصبح يلعبها في التقريب بين الثقافات والشعوب، وتعزيز فرص التواصل بين النخب المبدعة بما يمكنها من المساهمة الفاعلة في فتح الآفاق الرحبة الواعدة التي يرنو إليها كل إنسان في العالم. وأضاف البلاغ أن الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للشعر ستحتفي بمبدعين حسانيين من جهة العيون الساقية الحمراء، كما سيشارك في فعالياتها أساتذة باحثون وشعراء من مختلف دول العالم: المغرب، موريتانيا، ليبيا، السودان، العراق، سوريا، لبنان، الكويت، الشيلي، إنجلترا، الأرجنتين، المكسيك، كوستاريكا؛ وهو ما سيشكل فرصة للنقاش والتبادل حول قضايا الإبداع الشعري، كفضاء لتلاقي الثقافات من خلال سلسلة من الندوات والأمسيات الثقافية والورشات التدريبية التي تروم إبراز رهانات وتحديات الإبداع الشعري وأسسه الثقافية وخصائصه الإنسانية والفنية والجمالية. وسيعرف المهرجان الذي يحتضن قصر المؤتمرات فعالياته على مدى ثلاثة أيام رواقا يضم صورا تعريفية بالمبدعات والمبدعين المشاركين فيه، كما سيتم بالمناسبة ذاتها دعم القدرات والمواهب الأدبية بالمنطقة من خلال ورشات الإبداع الشعري لفائدة المبدعين الشباب بالوسط المدرسي. ويجسد المهرجان انفتاح جهة العيون الساقية الحمراء على المحيط العربي والإفريقي والعالمي، بهدف تعزيز روابط العلاقات التاريخية والجغرافية، ويعكس إستراتيجية الجهة من أجل ترسيخ الإبداع الأدبي والرقي به. وتسليطا للضوء على أهم ما يحفل به، أكد البشير بلقاسم، المنسق العام لمهرجان العيون للشعر العالمي، أن "اللجنة المنظمة للنسخة الثالثة من المهرجان الدولي تسعى إلى فتح جسور للتواصل الأدبي عبر التعريف بما تزخر به مختلف الثقافات العالمية، التي تعد الثقافة الحسانية من أكثرها غنى بالموروث الشفهي والمادي، وتبادل الخبرات الكفيلة بالمحافظة على ديمومة العطاء الأدبي من خلال العناية بالأجناس الأدبية عامة والإبداع الشعري خاصة"، مشيرا إلى أن "لخدمة هذا الهدف يستضيف المهرجان شخصيات أدبية من 16 دولة أجنبية، يتيح من خلالها استحضار تنوع الثقافات العالمية، وإتحاف الجمهور المتلقي بأعمال قامات أدبية من أوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا وأسيا". وأورد رئيس لجنة الثقافة والتراث بمجلس جهة العيون الساقية الحمراء، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المهرجان سيحرص على تكريم ثلة من الأدباء الذين أغنوا المجال المحلي والجهوي بإنتاجهم الأدبي"، لافتا إلى أن "اللجنة تسعى من خلال هذا الحدث إلى تنظيم مسابقات شعرية للشعر الفصيح لفائدة تلاميذ الثانويات التعليمية بمختلف الأقاليم المكونة لجهة العيون الساقية الحمراء"، مضيفا أن "عملية فرز وتصحيح مختلف المشاركات خلصت إلى اختيار 14 فائزا، جلهم من الإناث، سيستفيدون من دورة تكوينية في الشعر الفصيح يؤطرها الشاعر العراقي محمد نصيف". وأضاف بلقاسم أن "فعاليات المهرجان سيتخللها تنظيم ندوة أدبية وعلمية تحت شعار "الشعر العربي بين التأصيل والإبداع"، يشارك فيها مجموعة من الدكاترة والأدباء والشعراء من خمس دول"، مشيرا إلى أن "محاور المهرجان تتميز بقراءات شعرية من الشعر الفصيح تشهدها قاعة قصر المؤتمرات، بالإضافة إلى قراءات شعرية حسانية (لغن الحساني) في فضاء صحراوي بين الكثبان الرملية، بما يحيل إلى أن تنوع الثقافات، ومن خلالها يعد اختلاف أغراض الشعر نتاجا أدبيا لاختلاف وتنوع بيئته الحاضنة؛ وهو تنوع يفتح آفاق رحبة للتواصل بما يحقق الأهداف الكبرى للحدث المنظم بعاصمة الأقاليم الجنوبية"، وفق تعبيره.