توطئة: كدت أقول لنتوضأ للانتخاب وضوءنا للصلاة ؛فهي- على مكانتها في ديننا بل ركنيتها- مجرد دعاء واستغفار ،في اللغة ؛أما الانتخاب فهو مسار ينتهي بشهادة ،تضعها في الصندوق ،وفي لوحك المحفوظ. قد يستجيب الله لدعائك ،وقد يغفر لك ؛وقد لا يحصل هذا ؛وفي الحالتين تظل المسألة فردية تخص علاقتك بخالقك. أما أن تشهد زورا بصلاح أو فساد ؛فهذا مما تتحمل تبعاته الشرعية ،فيما يخصك، وما يخص الأمة التي ضللت بشهادتك. "ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه آثم قلبه والله بما تعملون عليم" البقرة:283 هذه خواطر عنت لي وأنا أمشي في الأسواق الانتخابية هذه الأيام ؛لا رابط يجمع بينها ،ولا ترتيب مقصودا ؛الا كونها تراهن على الأفضل :ألا يخلف المواطنون وعدهم مع منبر الانتخاب ،ليحسموا في أمر من يدبر البلاد في ظروفنا الصعبة هذه.لا حجة لمن يتولى يوم الزحف نحو الحقيقة. الأولى: الأمية مشكلتي هي الأمية، منذ وعيت ؛وهاهي ذي تبلغ مداها بدخولي فضاءاتكم ومنازلكم ،كلها، بدون إذن منكم ؛أسرح فيها وأمرح،على رأس اللائحة ، وعلى هواي ؛على الأقل إلى الخامس والعشرين: حينما هممت بها ،وما همت بي سألت ابني الجامعي: يابني هل لي أن أعرف منك ولو معنى واحدا للبرلمان ،أتوكأ عليه، وأهش به على شباب دائرتي في الحملة ؟ أجابني: أوعزمت على أن تشهر أميتك ؟لم لا تركن إلى زرعك وضرعك تسومهما جمعا وكنزا ،عسانا نستقوي بهما غدا ،بدل الركلات و"الرفسات" أمام البرلمان.؟ ها أنت متلبس يا بني بصراحتك المعهودة: ركل ورفس لمثلك أمام برلمان فيه مثلي. لا عليك يا والدي؛أما وقد عزمت فقل: البرلمان بر للأمان ،وهو مثل الرمان ؛ما بداخله في أمان، والخارج منه بديع الزمان،يحبه القاصي والدان. هذا أفضل من أن تتيه مع معاني اليونان والرومان والعربان. الثانية: التزكية هي ،في الحقيقة ثلاث تزكيات: تزكيتك لنفسك،ثم تزكية الحزب لك ؛وبعدهما تزكية الناخبين. الأولى: منهي عنها شرعا:"ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى" صدق الله العظيم. الثانية: شهادة جماعة ؛غالبا ما لا تجتمع على ضلال ،على أنك صادق في تزكيتك لنفسك. الثالثة: شهادة الأمة – يوم الاقتراع-على صدق كل من زكى. ثم.... . ثم ماذا؟ الرابعة. ألم تقل إنهن ثلاث.؟ لا هناك شهادة رابعة: شهادة الحق سبحانه –يوم القيامة- هل كنتم صادقين.. ضحك وقال: نحن نريد دخول البرلمان وأنت تريد إدخال أغلبنا للنار. الثالثة: الحملة أكبر قدر من الكلام، يصدر عن ألف وخمسمائة لائحة، مدججة بمكبرات للصوت، في أقصر وقت ممكن ؛حتى لا يفهم حتى البابليون شيئا. والحملة أيضا- في لساننا- السيل العرم، بعد رعد وبرق وسماء يرسلها الله مدرارا. وهي أيضا- في لساننا دائما- المرض يصيب اللثة؛ربما من كثرة الكلام أيضا. حينما تتقدم اللام على الميم – لضرورات شعرية يعلمها الراسخون في ميزان الذهب – تصبح الكلمة "حلمة" :رأس " البزولة" ؛وهي أول ما يلج فمنا في هذه الحياة،وننفطم عنه مرغمين. انظر أي معنى تختار ،واصرف نظرك عن " البزوليين" ؛الذين لم يفارقوا بعد طفولتهم السياسية. الرابعة: يوم الاقتراع الأفضل لك أن تلازم سكنك،وسط عائلتك، ولا تتحدث عن البرلمان في الجلسة حتى يسمح لك القاضي: لأنك متهم في تزكيتك لنفسك ،وحزبك متهم في تزكيته لك ؛والأمة منهمكة في تعميق البحث التمهيدي. التاسعة مساء: لقد ثبتت براءتك من الكذب ،وبراءة حزبك من تصديق الكذب ؛وحكمت محكمة الأمة بأهليتك ؛وهاهي ذي وسائل الإعلام تردد اسمك ،ضمن الفائزين ؛كما أن هاتفك أضرب عن الصمت في ليلة القبض على الحقيقة. هنيئا لك. لكن لم لاتفرح كما يفرح لك الناس؟ أتسألني وأنت تعلم ثقل الرابعة: شهادة الحق سبحانه. اطمئن فالله يمهلك حتى تعمل وتعمل في البرلمان ،وفي في دنياك. لم يبق الا هذا لكي لا تموت إلا وأنت تحسن الظن بالله. أوأفرح حقا؟ افرح بقدر صدقك. الخامسة : موقف بوليساريو أعتقد جازما أنه لو كانت هناك ضمانات دولية لمحتجزينا بتندوف ؛ليصوتوا في انتخابات الخامس والعشرين، لفائدة مترشحين للبرلمان المغربي ؛سواء المتواجدون معهم حيث هم ؛أو في مدننا الصحراوية، لكانت لهم كلمتهم المدوية ،والحاسمة في الملف برمته. لو كان هذا ممكنا لهم- مترشحين وناخبين- لأثروا البرلمان المغربي بطاقات صحراوية مغربية تنخرط –تشريعيا- في الجهوية المتقدمة التي اختار المغرب السير نحوها؛بدءا من الصحراء. هم قادمون قادمون؛والأفضل أن يأتونا في الوقت المناسب . لو كان هذا ممكنا لوفرت الأممالمتحدة على نفسها الكثير من الوقت والمال . لو كان هذا ممكنا لتأسس نظام مغاربي جديد ،ركنه حديد وسقفه حديد. لو كان هذا ممكنا لارتفع الحرج على الجزائر أيضا ،ولتخلصت من شاهد إثبات على أن الحرب الباردة مرت من هنا ؛وأن العقيد المهزوم كان الحطب الذي ألهبها. ألا يمكن حل مشكل مزمن بأسهل الطرق وأصدقها؟ ألا يبعث الأمر العظيم صغيره؟أهناك صدق يعلوا على صدق الشعوب؟ الى الذين يقولون بمقاطعة الانتخاب : لا تكونوا عونا لأحد من أعداء الوطن المتربصين بالاستثناء المغربي . إن مصالح البلاد العليا أولى بالرعاية ،ثم الأدنى فالأدنى. [email protected]