كشف المهدي الريفي، المدير العام لوكالة التنمية الفلاحية (ADA)، أن الإمكانيات التي وفرها مخطط المغرب الأخضر مكنت من رفع مداخيل الفلاحين الصغار المنخرطين في تعاونيات فلاحية، تجاوزت بالنسبة لبعضهم 300 في المائة؛ وذلك وفق دراسة حديثة لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات و"ADA". ويتوخى مخطط المغرب الأخضر، في إطار دعامته الثانية، مواكبة تضامنية للفلاحة الصغيرة، وفي مقدمتها العصرنة، بغية محاربة الفقر، وإدماج هذه المحاور داخل استراتيجية مندمجة للتنمية القروية وتطوير موارد بديلة للمداخيل. وتهم إجراءات هذه الاستراتيجية ما بين 600 و800 ألف فلاح، عبر تخصيص استثمارات تقدر قيمتها ب15 مليار درهم، مما سيسمح بتحسين شروط عيش 3 ملايين شخص من الساكنة القروية للمملكة، عبر تحسين الإنتاجية والتثمين وعمليات التأطير، وكذا التحويل نحو القطاعات الواعدة. وفي هذا الصدد، أوضح الريفي، الذي يرأس مشاركة وكالة التنمية الفلاحية في دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن فعاليات المعرض الدولي للتغذية بالشرق الأوسط، أن وزارة الفلاحة والصيد البحري، مركزيا وجهويا، ووكالة التنمية الفلاحية قامتا بتقييم نتائج هذه التعاونيات والجهود المبذولة في هذا المجال في إطار مخطط المغرب الأخضر، موردا أن الدراسة أبانت عن ارتفاع في دخل التعاونيات بين 160 في المائة وأزيد من 300 في المائة. وأكد المسؤول المغربي، في تصريح لهسبريس من أبوظبي، أن هذا الأمر انعكس على المنتجين الصغار الذين يرفعون من طرق إنتاجهم ومن جودة منتجاتهم، مبرزا أن رقم المعاملات ارتفع، وهو ما أدى إلى تحس دخل التعاونيات التي اتجهت نحو التصدير وقامت بتنويع في منتجاتها وتثمينها. وشدد الريفي على ضرورة تكثيف الجهود لاستفادة أكبر عدد من التعاونيات، مشيرا إلى أن هذا المجال المرتبط بالمنتوجات المحلية يلعب دورا كبيرا في تحسين ظروف عيش ساكنة العالم القروي، وفي الاقتصاد الاجتماعي. دعم التسويق من الأهداف الرئيسية للمشاركة في المعارض الدولية لوكالة التنمية الفلاحية، حسب الريفي، دعم التسويق للتعاونيات والمنتجين الصغار، مؤكدا اشتغال وكالته على التسويق الداخلي والخارجي عبر عقد لقاءات تجارية بين التعاونيات المغربية والفاعلين الاقتصاديين، سواء في الإمارات أو على مستوى الشرق الأوسط، بهدف عقد شركات وإمضاء عقود لتصدير هذه المنتوجات المجالية المغربية إلى الخارج. وبهذا الخصوص، قال الريفي: "من المرتقب أن يتم عقد أزيد من 250 لقاء تجاريا خلال هذا المعرض بين العارضين والفاعلين التجاريين في المنطقة"، مشددا على أن "هذه العملية تعطي نتائج إيجابية، وهو ما أثبتته المشاركات السابقة وكذلك المشاركات في معارض دولية على غرار برلين وباريس". "هذه اللقاءات التجارية تعطي الفرصة لجميع التعاونيات الموجودة في مختلف مناطق المملكة لتصدير منتوجاتها على الصعيد الدولي"، يقول المهدي الريفي، مشيرا إلى أن "العديد من المنتوجات المغربية المجالية التي يتم تصديرها أصبحت مطلوبة على المستوى العالمي، كزيت الأركان والزعفران وأنواع الكسكس والعسل". الريفي أوضح في تصريحه لهسبريس أن "هذا الأمر يساهم في تحسين الدخل والرفع من الجودة وطرق تقديم المنتوج، وهذه كلها عمليات مهمة تجعل التعاونيات في مستوى عال"، مضيفا أن "ADA" تشتغل اليوم مع أزيد من 600 تعاونية تمثل أزيد من 30 ألف فلاح صغير، و"هذا ما رفع من مستوى التنظيم والتسويق وكذلك الجودة التي نسعى دائما إلى تحسينها".