احتضنت كلية الآداب بجامعة "فيرونا" بإيطاليا ندوة علمية حول موضوع "الإعلام والهجرة"، بمبادرة وتنظيم من رئيس المصلحة الاجتماعية بالقنصلية العامة للمملكة المغربية بمدينة "فيرونا" الإيطالية، محمد وعيد، الباحث في قضايا "الإعلام والهجرة" بجامعة ابن زهر بأكادير. واستهل اللقاء بمداخلة للقنصل العام للمملكة بمدينة فيرونا الإيطالية أمينة سلمان، أوضحت فيها أن المغرب تبنى منذ سنوات سياسة ناجعة في مجال الهجرة، مكنت من تسوية الأوضاع القانونية لعدد من المهاجرين المنتسبين إلى بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، مؤكدة في هذا الصدد أنه لم يعد فقط بلدا مصدرا للهجرة، بل أضحى بحكم موقعه الإستراتيجي وآفاقه الاقتصادية الواعدة بلدا مستقبلا لها ومتفاعلا معها. كما دعت المتحدثة المهاجرين المغاربة إلى الحرص على احترام قانون البلد المضيف والإسهام في إغناء التنوع الثقافي واللغوي للبلد المستقبل، معلنة أن القنصلية العامة ستعمل على تنظيم لقاء بمقرها مع طلبة المهجر، تجسيدا لسياسة التواصل والانفتاح والقرب من قضايا واهتمامات الجالية المغربية بإيطاليا. إثر ذلك تناول الكلمة محمد وعيد، مشيرا إلى أهمية الشراكات بين الجامعات الإيطالية والمغربية وقيمة التعليم في تحقيق الاندماج بالبلدان المستقبلة، وربط أبناء الجالية بوطنهم الأم، بالإضافة إلى إثارته العلاقة التفاعلية بين الهجرة والإعلام. من جانبه، سلط مدير الدراسات الثقافية بجامعة فيرونا الإيطالية، في مداخلته، الضوء على كثير من القضايا الشائكة ذات الصلة بالاندماج، مؤكدا على ضرورة التعايش بين مكونات المجتمع الإيطالي متعدد الأعراق والثقافات دون تمييز أو إقصاء بسبب اللون أو الجنس أو الدين أو اللغة. عبدالسلام الفزازي، الأستاذ الجامعي بجامعة ابن زهر بأكادير، تطرق من خلال مداخلته إلى جملة من القضايا ذات الصلة بالهجرة، من قبيل "صورة المهاجر في الإعلام الغربي" و"الإسلاموفوبيا" و"الخصائص الثقافية والروحية للمهاجر"؛ بينما تمحورت مداخلة الطالب الباحث عبد الحميد جمور حول الهجرة بالمغرب ذات الصلة بالمهاجرين القادمين من بلدان الساحل والصحراء. من جهتها، تطرقت ماركا ميلاني، أستاذة الدراسات الثقافية والتواصل بنفس الجامعة، إلى عدة قضايا تلامس الهجرة والمهاجرين، لخصتها في كلمة "التعايش"، "التي تقصي كل مفردات الكراهية والعنصرية والعنف والإقصاء، وتؤسس لرؤية متبصرة مبنية على قيم التعاون والتشارك وتبادل وجهات النظر والتجارب الإنسانية بين الإيطاليين والجاليات المختلفة المقيمة بإيطاليا، من أجل تواصل أفضل في مجتمع إيطالي متعدد الثقافات والأعراق". إلى ذلك تقاسمت كوثر بدران، وهي محامية من الجيل الثاني، مع الحاضرين، تجربة حياتها وتألقها وتميزها في المجتمع الإيطالي، بعدما شقت طريقها بنجاح في الدراسات القانونية، مؤكدة بما لا يدع مجالا للشك أن الاندماج الحقيقي "لا بد أن يمر من بوابة التعليم الناجع والفعال". يذكر أنه تم في آخر اللقاء طرح فكرة عقد شراكة بين جامعتي "فيرونا" الإيطالية وجامعة "ابن زهر" المغربية، والتي لقيت ترحيبا من جانب مدير الدراسات الثقافية بالجامعة الإيطالية، وعبدالسلام الفزازي، بصفته ممثلا لجامعة "ابن زهر" بأكادير، في انتظار عرض المشروع على الجهات الرسمية من أجل دراسته وتحديد أهدافه ومجالاته؛ بينما تم في أعقاب هذه الندوة العلمية تكريم عبدالسلام الفزازي من قبل كل من القنصلية العامة للمملكة المغربية بفيرونا، ممثلة في شخص محمد وعيد، رئيس المصلحة الثقافية بالقنصلية ذاتها، ومدير الدراسات الثقافية بجامعة "فيرونا".