قال خابيير كالبان، مدير معهد ثيربانتس الإسباني بالمغرب، إن المبنى الجديد للمدرسة الإسبانية بالرباط يمثّل مشروعا إسبانيا من أجل الأطفال والشباب المغاربة، مضيفا أن هذا "نموذج ممتاز عن التعاون بين البلدين". ووضّح كالبان، في محاضرة نُظّمت مساء اليوم الخميس ب"معهد ثيربانتس" في العاصمة الرباط، أن المهندسَيْن باريديس إي بيدروسا، اللذين فازا بالمشروع من بين العديد من مكاتب الدراسات؛ يعرفان المغرب جيّدا، ولهذا يمكن الإحساس في مشروعهما بكل جذور علاقات البلدين ببعضهما، وتاريخهما، وإرثهما، بطريقة حديثة ومعاصرة، تُظهر تطوّر المملكتين في تاريخهما العميق، ومجتمعِهما الفعّال والمعاصر الذي تتطوّر بُناه التّحتيّة، والمجتمعية، واقتصاده. وذكر مدير المعهد الإسباني بالرباط أن المعهد يدعو في شهر نونبر الوجوه الأكثر أهمية في المعمار الإسباني في سلسلة تدعى "المعلمون الكبار في الهندسة المعمارية الإسبانية"، مبيّنا أن جميع الشعوب الكبرى تركت آثارا وبُنى تحتية، وأن الحضارات تعرف بالمعالم التي تركتها. من جهتها قالت أنجيلا باريديس، وهي مهندسة وأستاذة بمدرسة باريديس بيدروسا أركيتيكت بمدريد، إن هذا المشروع الجديد سيعطي مكانا جديدا ل1000 طفل مغربي سيدرُسُون بالإسبانية، وعلّقت على هذا المعطى بكونه مهما، "لأن هذه الطريقة في التعلُّم مكمّلة للعلاقات المتقاطعة بين المغرب وإسبانيا". وشرحت باريديس في عرض قدمته بمعهد ثيربانتس أن المدرسة صُمّمت كمدينة صغيرة تحتوي على مساحات مفتوحة ومساحات مغلقة ترتبط ببعضها؛ "لأن المساحات المفتوحة والحدائق بالمدرسة لها نفس أهمية الأقسام والمساحات الداخلية بالنسبة للأطفال". المدرسة الإسبانية بالرباط، التي مُوّلت بالكامل من طرف وزارة الثقافة والتعليم الإسبانية، حسب المتحدّثة، "مشروع كبير" أهم ما يقدمه هو تقسيمه إلى أحجام صغيرة تقترب طوبوغرافيا من الأرض، وهو ما يعني أن حجمها لن يكون له تأثير على الموقع، مضيفة أن هذه المدرسة ستعطي مكانا للتلاميذ الذين يريدون التسجيل في صفوفها ولم يكن بإمكانهم ذلك نظرا لضيق مساحة المدرسة القديمة. ووصفت باريديس مشروع المدرسة الإسبانية بكونه "مؤسسة مهمة ستعكس الروابط المهمة بين بلدينا"، وزادت: "أعتقد أنّ ثقافَتَيْنا قريبتان جغرافيا، وثقافيا، وأن المعمار، في هذه المرة، يعطي معنى ملموسا للعلاقة التي تجمع المغرب وإسبانيا"، مشيرة في هذا السياق إلى بناء المدرسة في شارع ابن رشد، "فيلسوفنا الذي وُلد بقرطبة، وترك بحوثا مهمة في الفلسفة والرياضيات والطب"، حسب تعبيرها.