واجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوات، الخميس، من شركائه في الائتلاف الحاكم لإجراء انتخابات مبكرة بعد يوم من استقالة وزير دفاعه أفيجدور ليبرمان الأمر الذي ترك الحكومة بأغلبية ضئيلة. واستقال ليبرمان بشأن ما وصفه بسياسة متهاونة للغاية من الحكومة تجاه العنف عبر الحدود مع نشطاء فلسطينيين في قطاع غزة. وبانسحاب حزب إسرائيل بيتنا، الذي ينتمي له ليبرمان والذي يملك خمسة مقاعد في البرلمان، من الحكومة الائتلافية، لم يعد نتنياهو يسيطر سوى على 61 مقعدا فحسب من 120 مقعدا الأمر الذي يثير احتمال أن يتم تقديم موعد الانتخابات المقرر إجراؤها في نوفمبر تشرين الثاني 2019. وتسري استقالة ليبرمان بعد 48 ساعة من تقديمها وهو ما قام به في وقت مبكر اليوم. وسيكون لدى كل شريك في الائتلاف السلطة لإسقاط الحكومة. ولتفادي أزمة يجري نتنياهو محادثات مع وزراء في مسعى لتلافي انهيار الحكومة. وقال وزير المالية الإسرائيلي موشي كاخلون، الذي يقود حزب كلنا المنتمي لتيار الوسط، إنه أبلغ نتنياهو خلال الاجتماع أن الخطوة المسؤولة التي ينبغي اتخاذها هي تشكيل حكومة جديدة ومستقرة. وقال كاخلون في بيان "أفضل شيء بنسبة لمواطني إسرائيل واقتصادها إجراء انتخابات في أسرع وقت ممكن". وكرر هذه الدعوة وزير الداخلية أرييه درعي الذي يقود فصيل شاس اليميني المتطرف. ومما زاد من الضغوط مطالبة وزير التعليم نفتالي بينيت، الذي يقود حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف، بحقيبة الدفاع. وأيد ليبرمان وبينيت، اللذان يتنافسان مع حزب ليكود على اجتذاب أصوات الناخبين اليمنيين، شن عمل عسكري قاس على إسلاميي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تهيمن على غزة. وخاضت إسرائيل ثلاث حروب في غزة منذ سيطرت حماس على القطاع في 2007. وقال بينيت في مؤتمر قرب تل أبيب "طلبت من رئيس الوزراء أمس أن يعينني وزيرا للدفاع لتحقيق هدف واحد فقط وهو أن تحقق إسرائيل الفوز مرة أخرى". وقال حزب البيت اليهودي أمس الأربعاء إنه من دون حقيبة الدفاع فلن يكون هناك معنى لبقاء الحكومة. لكن بينيت لم يكرر ذلك خلال تصريحاته اليوم الخميس كما لم يوجه بشكل واضح تحذيرا أخيرا لنتنياهو الذي من المقرر أن يجتمع معه غدا الجمعة. ولم يتضح إن كان نتنياهو سيختار إجراء انتخابات مبكرة. ويخضع نتنياهو للتحقيق بتهم الفساد وثارت التكهنات بأنه قد يقدم موعد الانتخابات لنيل تفويض جديد قبل أن يقرر النائب العام الإسرائيلي توجيه الاتهامات إليه. وأظهر استطلاع للرأي نشرته قناة حدشوت التلفزيونية الإخبارية أمس الأربعاء أن حزب ليكود تراجع بواقع مقعد من 30 إلى 29 بعد أن أظهرت استطلاعات على مدى أشهر أن شعبيته في تزايد. وأبدى 17 في المئة فقط من المشاركين في الاستطلاع سعادتهم بسياسة نتنياهو بشأن غزة. *رويترز