شهدت الثانويات الإعدادية والتأهيلية بمدينة خريبكة، صباح اليوم، مقاطعة شاملة للدراسة، مع تنظيم وقفات احتجاجية أمام المؤسسات ذاتها من أجل المطالبة بإلغاء التغيير الذي طال التوقيت الرسمي للبلاد، وانعكس على التوقيت الدراسي. واستنفرت المصالح الأمنية عناصرها منذ الساعات الأولى من الصباح، إذ جرى إنزال القوات العمومية بمحيط مؤسسات التعليم بسلكيه الإعدادي والثانوي، فيما شوهد رئيس الشؤون الداخلية بعمالة خريبكة وباشا المدينة ورئيس منطقة الأمن الإقليمي وعدد من رؤساء الملحقات الإدارية وأعوان السلطة وهم يجرون حوارات متفرقة مع بعض التلاميذ، من أجل إقناعهم بوقف الأشكال الاحتجاجية والرجوع إلى مقاعد الدراسة. وبعدما عبّر التلاميذ عن رفضهم الساعة الإضافية، والمطالبة بإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي، عملت القوات الأمنية، خاصة بالقرب من ثانوية ابن عبدون التأهيلية الواقعة وسط المدينة، على تفريق جموع المحتجين، وهو ما دفع التلاميذ والتلميذات إلى مغادرة المكان، معلنين بذلك تعليق الدراسة إلى موعد لاحق. وتزامنا مع الاحتجاجات التي شهدتها الثانويات الإعدادية والتأهيلية وإحدى مؤسسات التعليم الابتدائي، والحوارات غير الرسمية التي أجراها المسؤولون الأمنيون بأماكن الاحتجاج، انتقلت إلى المؤسسات المعنية لجان مشكلة من رؤساء المصالح بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بخريبكة وبعض أطرها، وممثلين عن فيدرالية جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، من أجل إجراء لقاءات مباشرة ورسمية مع ممثلي التلاميذ. وأوضحت مصادر الجريدة أن إحدى اللجان انتقلت إلى مدرسة فاطمة الزهراء الابتدائية، الواقعة بالحي السكني البيوت، بعدما علمت باحتشاد مجموعة من أمهات التلاميذ أمام المؤسسة، من أجل الاحتجاج بدورهنّ على التوقيت المدرسي، وهو ما أسفر عن عقد لقاء تواصلي مع الأمهات الغاضبات. وأضافت المصادر ذاتها أن أعضاء اللجان قدّموا لممثلي تلاميذ الإعداديات والثانويات، ولأمهات تلاميذ مدرسة فاطمة الزهراء الابتدائية، مختلف التوضيحات المرتبطة بمضامين المذكرة الأكاديمية الأخيرة، مؤكّدين أن الدراسة من الثامنة والنصف إلى الثانية عشرة والنصف في الفترات الصباحية، ومن الثانية والنصف إلى السادسة والنصف في الفترات الزوالية، لن تؤثّر على الساعة البيولوجية للتلاميذ.