عادت مدينة الدارالبيضاء لتشهد فصلا جديدا من انهيارات المنازل، بسبب التساقطات المطرية التي عرفتها في الأيام الماضية؛ فقد استيقظ سكان المدينة القديمة على خبر مفزع يتعلق بانهيار منزل في "حي المعيزي" بعمالة آنفا، نجم عنه اختفاء ثلاث نساء تحت الأنقاض، ويتعلق الأمر بامرأة وأمها وجدتها. بعد جهد جهيد؛ جرى انتشال شابة تبلغ من العمر 26 عاما، تعمل في جمعية للرفق بالحيوانات، وتم نقلها إلى قسم المستعجلات بمستشفى مولاي يوسف، بينما لازال البحث جاريا عن والدتها وجدتها تحت الحطام. وحلت على الفور بالمكان مختلف المصالح المختصة وعناصر الوقاية المدنية والسلطات العاملية والمحلية، إلى جانب العناصر الأمنية، حيث لازال العمل متواصلا من أجل إنقاذ الأم والجدة، دون أن يتم التمكن من معرفة مصيرهما بدقة. وقال خال الشابة التي تم إنقاذها من تحت الأنقاض، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "الدولة مقصرة في حق هؤلاء، والشركة مسؤولة عن هذه الفاجعة"، وفق تعبيره. وأضاف المتحدث: "تتم مطالبة هؤلاء الفقراء، الذين يقطنون في منازل آيلة للسقوط، بأداء 20 مليون سنتيم مقابل ترحيلهم. الملك محمد السادس يقول لهم كلاما وهم يقومون بنقيضه، ويحضرون الآن للتفرج"، وزاد: "كْيّة لِّي جَات فِيه". من جهته، حمل موسى سراج الدين، رئيس جمعية "أولاد المدينة القديمة"، عموم السلطات المسؤولية في هذه الفاجعة التي هزت الدارالبيضاء بالتزامن مع حلول ذكرى المسيرة الخضراء. وشدد سراج الدين على أن الجمعية سبق لها التقدم بمقترح يهم ترحيل 3200 أسرة، على أساس أداء مبلغ 100 ألف درهم، إلا أنه رُفض، وتم الإصرار على دفع مبلغ 200 ألف درهم، ما جعل السكان يفضلون البقاء في مكانهم. وأضاف الجمعوي نفسه: "هؤلاء يفضلون الموت هنا تحت الأنقاض، على أن تتكفل الدولة بدفنهم لاحقا، عوض ترحيلهم وتركهم يواجهون أداء أقساط للأبناك وهم غير قادرين عليها، لكونهم مياومين وكثير منهم بدون شغل".