لم تستطع عناصر الوقاية المدنية من استخراج شخص في وضعية تشرد من تحت الأنقاض بالمدينة القديمة بالدار البيضاء إلا في حدود الساعة العاشرة صباحا، بعد محاولات دامت سبع ساعات. وكان الضحية قد هوى عليه أحد المنازل الآيلة للسقوط بدرب المعيزي، رفقة شخص آخر استطاع النجاة بنفسه قبل انهيار المنزل، الذي كان يأويان إليه بعد أن أفرغته السلطات المسؤولة من سكانه في وقت سابق باعتباره مهددا بالانهيار في أي لحظة. وقال موسى سراج الدين، رئيس جمعية «أولاد المدينة»، إن المنزل انهار على الضحية حوالي الواحدة من فجر ليلة الأربعاء الخميس، وأن عناصر الوقاية المدنية لم تنتقل إلى مكان الحادث إلا حوالي الثالثة فجرا، مشيرا إلى أنها وجدت صعوبة كبيرة في انتشال الضحية بسبب «تواضع الإمكانيات» التي «يستحيل معها إنقاذ الضحية في وقت وجيز وفي ظروف جيدة»، حسب سراج الدين، الذي أضاف أن الضحية كان في «وضعية حرجة»، حيث كان يظهر فقط رأسه. واستنكر سراج الدين توالي الانهيارات والوفيات بسبب «عقم» عملية الترحيل التي فرضت على السكان المعنيين بالترحيل «قيودا مادية «يستحيل معها إدماجهم، وتتلخص في مطالبتهم بأداء مبلغ 20 مليون سنتيم مقابل الاستفادة من سكن لائق، وهو مبلغ لا يمكن لأغلب السكان توفيره. ويضيف المصدر ذاته أن السلطات المسؤولة مطالبة بتخفيض هذا المبلغ لوقف نزيف الانهيارات ومعه الضحايا في صفوف المواطنين حتى يتم الهدم النهائي لكل المنازل المهددة بالانهيار. يذكر أن سكان المحج الملكي بالمدينة القديمة بالدار البيضاء يحصون أنفاسهم خوفا من أن تنهار منازلهم فوق رؤوسهم في أي لحظة، خاصة بالنسبة إلى المنازل المهددة بالانهيار. ووصف سراج الدين وضعية هؤلاء السكان بأنها «جد متأزمة» وأنهم يعيشون «مأساة» حقيقية جعلتهم يفقدون طعم الراحة والطمأنينة، مشيرا إلى أن مراجعة مبلغ 20 مليون سنتيم من طرف المصالح المسؤولة قادر على أن ينهي هذا المسلسل المفزع، وأن تهدم كل المنازل التي يتم إفراغها من سكانها الأصليين، والتي يحتمي بها مشردون يفرون من جحيم الشارع.