"تقاطعات التاريخ والأنتربولوجيا والدراسات الأدبية أعمال مهداة إلى عبد الأحد السبتي"، الصادر عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الطبعة الأولى 2018، هو كتاب جماعي مُهدى للأستاذ عبد الأحد السبتي اعترافاً بمساهماته المتنوعة في حقل العلوم الإنسانية والاجتماعية، وبالخصوص في مجال الدراسات التاريخية. العمل أشرف عليه كل من عبد الرحمان المودن وأحمد بوحسن ولطفي بوشنتوف، حيث تم بهذه المناسبة تنظيم حفل تكريمي احتفاء بعبد الأحد السبتي بالمكتبة الوطنية بالرباط. ترأس هذه الجلسة التكريمية الأستاذ عبد الرحمان المودن، الذي اعتبر هذا اللقاء العلمي مهمّا من عدة وجوه؛ ف"المحتفى به له دراسات ومساهمات قيمة في الأنثربولوجيا وفي التاريخ. والمساهمون في إنجاز هذا الكتاب من الأسماء البارزة في تخصصاتهم. كما أن المشاركين المتطوعين لتقديم قراءات في هذا الكتاب من الباحثين المعروفين بمساهماتهم العلمية في تخصصات عديدة". وأضاف: "من الملاحظ أن هذا الكتاب يؤسس لمثل هذه التقاطعات ضمن اشتغال الأستاذ عبد الأحد السبتي بتاريخ الاجتماع وانفتاحه على أطروحات علمية ومعرفية في الأنثربولوجيا والتاريخ وعلوم الثقافة". وعرف اللقاء إلقاء الأستاذ أحمد بوحسن كلمة منسقي الكتاب، وأشار في كلمته إلى أن هذا اللقاء العلمي- الثقافي هو احتفاء بالأستاذ الباحث والإنسان ضمن ثقافة الاعتراف في "حضرة التاريخ" ومجال الدراسات الأنثربولوجية والثقافية وتاريخ الاجتماع. كما أن هذا اللقاء هو إجماع على أهمية الكتاب والأستاذ المحتفى به. واسترسل المتحدث: "إذا كان هذا اللقاء تكريماً للمحتفى به، فإن الكتاب الذي دام إنجازه سنتين هو أيضاً تكريم للأستاذ عبد الأحد السبتي وأسهم فيه مجموعة من الباحثين داخل المغرب وخارجه، ويضم 19 دراسة بالعربية، و11 بالفرنسية، وبحثان بالإنجليزية، مع مسرد لمسار المحتفى به بالعربية والفرنسية. بالتالي هذا المؤلف يتقاطع في مواضيعه الفكرية والعلمية مع اهتمامات المحتفى به". وكان الأستاذ أحمد بوحسن قد أسهم في هذا الكتاب الجماعي بدراسة بعنوان "مراجعات نقدية لمفهوم عصر الانحطاط" (ص. 287-309)، كما أسهم الأستاذ عبد الرحمان المودن بدراسة بالفرنسية بعنوان" السلطة المخزنية والحياة المحلية: بين الحركة والسياسة" (ص. 85-103)، أما الأستاذ عبد اللطيف بوشنتوف فقد أسهم في الكتاب بدراسة بعنوان "ذاكرة العدالة: يوميات قاض مغربي من الزمن الراهن" (ص. 199-219). وقد أشار المتدخلون إلى أن المساهمين في هذا الكتاب قد أثبتوا أن التحرير صناعة وفن قوامه التثبيت والتحقيق وإعادة النظر في كل التفاصيل. و"بالتالي الفضل كل الفضل يعود للعمل الجماعي من خلال تنسيق الأستاذ عبد الرحمان المودن والأستاذ عبد اللطيف بوشنتوف والأستاذ أحمد بوحسن، فكانت روح العمل جماعية. وهذا المؤلف الجماعي هو هدية للمكرَّم والمُحتفى به الأستاذ عبد الأحد السبتي". وفي كلمتها أشارت آسية بنعدادة، الباحثة في التاريخ، إلى أننا "نجتمع من أجل الاحتفاء بالعلمي. يتعلق الأمر بلقاء اعتراف بجدية واجتهاد المحتفى به وعطائه العلمي". وفي ختام هذا التكريم، قدم عبد الأحد السبتي كلمة شكر للمساهمين في هذا اللقاء العلمي، كل من زاوية تفاعله مع الكتاب، والمساهمين في الكتاب. كما أشار إلى أن هذه القراءات تسهم في إثارة النقاش وتوسيع دائرة القراءة من خلال اختلاف المواضيع والمقاربات والمواقف الفكرية وتعدد الكتابة. وخص المحتفى به بالشكر فريق تنسيق هذا الكتاب، واصفاً إياه بالفريق المتميز المتصف بالتكامل والاهتمام المشترك، وقد بذل مجهوداً استثنائيا، وعمل بإصرار وصبر ومهنية وروح صداقة على عدة واجهات. وقال المحتفى به إنه من غير المناسب أن يعقب على مضامين الكتاب أو على كلمة المساهمين في القراءات، لافتاً إلى أن هذا الكتاب ليس تتويجاً فقط، بل تحفيزاً للاستمرار في العم. كما أن هذا العمل هو في صلب ثقافة الاعتراف، التي هي محفز على العمل. يتعلق الأمر إذا بالاحتفاء بالبحث التاريخي وبالعلوم الإنسانية في المغرب، وبطموح علمي بتأسيس جماعة علمية communauté scientifique. كما قال الباحث إن هذا العمل هو إنجاز علمي راق من حيث المضمون والشكل، ويشير عنوان الكتاب إلى أحد المداخل الممكنة لتقريب القراء من مضامين الكتاب الذي يقدم لنا محاورة منتجة للمؤرخ مع الأنثربولوجيا والأدب.