تمريرتان حاسمتان فقط في 13 مباراة لم يحرز خلالها أي هدف؛ هكذا تبدو الأرقام غير مشجعة في الموسم الحالي للاعب أحرز قبل شهر واحد فقط جائزة "الأفضل في العالم لعام 2018" في استفتاء الاتحاد الدولي لكرة القدم. رغم هذا، تبدو الفرصة سانحة بقوة أمام الكرواتي لوكا مودريتش، نجم ريال مدريد، لاستعراض إمكانياته واستعادة بريقه عندما يقود فريقه أمام منافسه التقليدي العنيد برشلونة، على ملعب الأخير "كامب نو" اليوم الأحد، في "كلاسيكو العالم". تخلو مباراة الكلاسيكو للمرة الأولى منذ 11 عاما من البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي؛ ما يمهد الطريق أمام مودريتش لخطف الأضواء وتعويض بدايته المتواضعة في الموسم الحالي. ويحتاج مودريتش، طبعا، إلى معاونة زملائه في الفريق، وكذلك دعم المدرب جولين لوبيتيغي، المدير الفني للنادي الملكي، الذي يعاني بدوره من ضغوط هائلة بسبب النتائج السيئة للفريق هذا الموسم. ولمس مودريتش عنان السماء في 24 شتنبر الماضي، لدى تسلمه جائزة "الأفضل" في حفل "الفيفا" الذي أقيم بالعاصمة البريطانية لندن؛ حيث أنهى اللاعب احتكار ميسي ورونالدو للجائزة على مدار عقد كامل. ورغم هذا، تحولت مسيرة ريال مدريد إلى جحيم مستعر منذ ذلك الحين، رغم استحواذ لاعبيه على "نصيب الأسد" من الجوائز في الحفل الذي نظمه الاتحاد الدولي لكرة القدم. بعد عودة اللاعبين من لندن، سقط الريال في فخ الهزيمة بثلاثية نظيفة أمام نادي إشبيلية، لتكون بداية مرحلة من النتائج المهتزة والمتذبذبة ما تزال مستمرة حتى الآن. وغابت الانتصارات عن الريال في خمس مباريات متتالية، في مختلف البطولات، كانت منها ثلاث هزائم متتالية أمام فرق أقل مستوى من الريال، وهي سيسكا موسكو الروسي وليفانتي وألافيس. كما شهدت هذه المباريات تحقيق لاعبي الريال لرقم قياسي سلبي واضح؛ إذ ظلوا لمدة 481 دقيقة متتالية دون هز شباك منافسيهم على أرضية الملعب. وقطع الريال هذا السجل السيئ من خلال الفوز المتواضع، بنتيجة 2 1، على فيكتوريا بلزن التشيكي ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا؛ منتصف الأسبوع الماضي. ورغم هذا، سيكون مستقبل لوبيتيغي مع الفريق الأول للعاصمة الإسبانية مرهونا بما سيقدمه الريال هذا اليوم وسط ملعب "كامب نو"، في العاصمة الكاتالونية. كما تمثل المباراة فرصة ذهبية أمام مودريتش لتصحيح وضعه بعدما فقد كثيرا من بريقه طيلة الأسابيع القليلة الماضية، وتراجعت فرصه بشكل ملحوظ في المنافسة على جائزة الكرة الذهبية التي تقدمها مجلة "فرانس فوتبول" لأفضل لاعب في العالم، علما بأن التصويت على هذه الجائزة سيستمر حتى التاسع من نونبر المقبل. ويبدو أن مودريتش ما زال يعاني من آثار بطولة كأس العالم 2018 التي أقيمت الصيف الماضي روسيا، وقاد فيها المنتخب الكرواتي إلى المباراة النهائية قبل خسارتها أمام نظيره الفرنسي. مودريتش، في مقابلة أجراها معه الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين "فيفبرو" مؤخرا، قال: "كأس العالم أصابتني بالإجهاد التام (...) أحاول التعافي من آثار المونديال بدنيا ومعنويا". وحصل مودريتش، صاحب 33 عاما من العمر، على راحة لمدة ثلاثة أسابيع فقط بعد انتهاء فعاليات المونديال الروسي. ويشتهر مودريتش بأنه لاعب اعتاد أن يؤدي بشكل جيد مع التقدم في الموسم، ولكن حال الريال الآن لا يمنحه الفرصة لانتظار عروضه الجيدة في وقت متقدم من الموسم الحالي. كما أن كونه صاحب جائزة "الأفضل في العالم" هذا العام يضاعف الضغوط الواقعة عليه؛ إذ أصبح مطالبا بتقديم مستويات رائعة بشكل مستمر. وخاض مودريتش سبعا من المباريات التسع للريال في الدوري الإسباني "الليغا" هذا الموسم ضمن التشكيلة الأساسية، فيما لعب بديلا في اثنتين فقط. وعلى مدار 577 دقيقة خاضها مع الفريق، في هذه المباريات التسع، سدد مودريتش القليل من الكرات على مرمى المنافسين، ولم يسجل أي هدف، وصنع هدفين فقط لزملائه. ولم يكن الحال أفضل في مباريات الفريق بدوري أبطال أوروبا، حيث خاض اثنتين من المباريات الثلاث للريال في مجموعته، حتى الآن، ضمن التشكيلة الأساسية، وخاض المباراة الأخرى بديلا. وعلى مدار 847 دقيقة لعبها بألوان نادي ريال مدريد في مختلف البطولات هذا الموسم، لم يظهر الكرواتي لوكا مودريتش بأفضل مستوياته البدنية والتقنية. والحقيقة أن إسهامات مودريتش مع الريال لا تقتصر على الأهداف أو التمريرات الحاسمة، وإنما تمتد إلى قدرته على قيادة الفريق من منتصف الملعب؛ في ظل ذكائه الهائل ورؤيته الرائعة لرقعة التباري. ورغم هذا، ارتبط اسم مودريتش في أول شهرين من الموسم الحالي بالجوائز الفردية، والشائعات حول إمكانية انتقاله إلى إنتر ميلان الإيطالي، أكثر من الحديث عن عبقريته الكروية؛ ويستطيع مودريتش تغيير هذا الأمر من خلال مباراة "كلاسيكو العالم" هذا اليوم. * د ب أ