يستعد البنتاغون لإرسال حوالي 800 عنصر إلى الحدود المكسيكيةالأمريكية بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الجيش سيساعد في معالجة وضع "وطني طارئ"، داعيا قافلة المهاجرين المتوجهة إلى الولاياتالمتحدة إلى العودة أدراجها. ويأتي ذلك فيما يعبر آلاف المهاجرين من دول أمريكا الوسطى المكسيك في طريقهم إلى الولاياتالمتحدة، في قافلة تسير ببطء، وغالبيتهم من هندوراس، وقد غادروا هربا من الفقر وانعدام الأمن في بلادهم. وسيضاف عدد العسكريين الأمريكيين إلى حوالي ألفي عنصر من حرس الحدود الوطنية المنتشرين أساسا لدعم العمليات على الحدود، وقد يأتون من مختلف القواعد العسكرية الأمريكية في الولاياتالمتحدة. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لوكالة فرانس برس إن وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس سيوقع رسميا الخميس الأمر بهذا الانتشار الجديد. وستضم التعزيزات أطباء ومهندسين، وستقدم دعما لوجستيا ومعدات، مثل خيم وآليات للحرس الوطني. وكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في "تغريدة" الخميس أن "القوانين التي أقرها الديمقراطيون تجعل من الصعب علينا وقف الناس على الحدود"، وأضاف: "إنني أرسل الجيش لهذا الوضع الطارئ الوطني. سيتم وقفهم!". وكان ترامب أعلن في أبريل أنه سيرسل قوات من الحرس الوطني يصل عددها إلى أربعة آلاف عنصر إلى الحدود الجنوبية للبلاد، غير أنه تم في نهاية المطاف نشر ألفي عنصر في المنطقة، يقتصر دورهم على تقديم الدعم لحرس الحدود. وقال الناطق باسم البنتاغون، الكابتن بيل سبيكس، إن وزارة الدفاع تعمل حاليا مع وزارة الأمن الداخلي على "تحديد تفاصيل الدعم" الذي سيقدم لسلطات الحدود. وسبق أن تدخل الحرس الوطني، قوة الاحتياط التابعة للجيش الأمريكي، على الحدود في 2010 بأمر من باراك أوباما، وبين 2006 و2008 في عهد جورج بوش، وفي المرتين استمر الانتشار سنة. وينتهج الرئيس الأميركي موقفا متشددا من الهجرة غير القانونية، وغالبا ما تطرق إلى هذه المسألة في حملات الاستعداد لانتخابات منتصف الولاية التي يمكن أن يحرز فيها الديمقراطيون بعض التقدم. - مسيرة طويلة شمالا- تقدر الأممالمتحدة أن سبعة آلاف شخص انضموا إلى القافلة منذ انطلاقها من سان بيدرو سولا في هندوراس في 13 أكتوبر. وبعد استراحة في ماباستيبيك بجنوب المكسيك، على مسافة أكثر من ثلاثة آلاف كلم من الحدود الأميركية، واصلت القافلة سيرها الخميس. وأكّد خوسينا انيبال ميخيا، البالغ 27 عاما، وهو يسير مع ابنته في القافلة: "هذا أمر شاق، ونعرف أن هذا البلد (المكسيك) خطير أيضا، لكن في هندوراس الأمر بات أكثر خطورة..الناس تقتل بلا سبب". الكثير من المهاجرين غادروا هندوراس هربا من الفقر وانعدام الأمن، حيث تسود العصابات في الشوارع مستخدمة أعمال العنف. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الخميس أن ترامب يفكر في إصدار أمر تنفيذي لمنع المهاجرين من أميركا الوسطى من عبور الحدود، وسيلجأ إلى البند نفسه في قانون الهجرة الذي استخدمه عندما أصدر حظرا لدخول مسلمين إلى البلاد. وأوضحت الصحيفة أن هذا الأمر التنفيذي سيمنع مئات من المهاجرين ضمن القافلة من دخول الولاياتالمتحدة وطلب اللجوء. وكتب ترامب في "تغريدته" الخميس: "لكل هؤلاء الذين هم ضمن القافلة، أقول لهم عودوا أدراجكم. لن نسمح بدخول الولاياتالمتحدة بشكل غير قانوني"، وأضاف: "عودوا إلى بلدكم، وإذا أردتم قدموا طلبات من أجل الحصول على الجنسية كما يفعل ملايين الأشخاص". وكان ترامب أعلن نيته إرسال المزيد من القوات إلى الحدود الأسبوع الماضي، قائلا إنه إذا لم توقف المكسيك قافلة المهاجرين من غواتيمالا وهندوراس والسلفادور فإنه سيستدعي الجيش الأميركي، محذرا بالقول: "سنغلق حدودنا الجنوبية!"؛ كما أعلن الأسبوع الماضي أن الولاياتالمتحدة ستبدأ بقطع المساعدات إلى غواتيمالا وهندوراس والسلفادور. وبعد أربعة أيام على دخولها المكسيك، لازالت القافلة بعيدة نحو ثلاثة آلاف كلم عن الحدود الأمريكية. *أ.ف.ب