بعد الافتتاح الرسمي أمس الإثنين، انطلقت صباح اليوم الثلاثاء فعاليات الدورة الحادية عشرة من معرض الفرس بمدينة الجديدة، وسط توقعات بتحقيق أرقام قياسية، سواء في ما يتعلق بعدد الزوار، أو عدد المشاركين المغاربة أو القادمين من الخارج. وتشهد الدورة الحالية من معرض الفرس الذي تجري فعالياته بمعرض محمد السادس مشاركة 28 دولة في مسابقة القفز على الحواجز، التي بلغت هذه السنة الدرجة الرابعة، من أصل خمْس درجات، كما هي مصنفة على الصعيد العالمي. عبد الحميد بنعزوز، الكاتب العام لجمعية معرض الفرس بالجديدة، اعتبر أن بلوغ مسابقة القفز على الحواجز الدرجة الرابعة "اعتراف عالمي بالمستوى الراقي الذي وصلت إليه هذه الرياضة في المغرب"، مُبرزا أن الأبطال العالميين يضعون شروطا كبيرة من أجل قبول المشاركة في تظاهرات من هذا النوع. وبخصوص الفروسية التقليدية، المعروفة ب"التبوريدة"، يشهد معرض الفرس بالجديدة مشاركة 17 "سُربة"، تمثل الجهات الإثنتي عشرة للمملكة، فضلا عن ثلاث "سربات" احتلت الرتب الثلاث الأولى السنة الماضية، و"سُربة" للشبان. وتصل القيمة المالية للجوائز التي تتبارى عليها "السربات" المشاركة في مسابقة الفروسية التقليدية إلى 500 ألف درهم بالنسبة للجائزة الأولى، و300 ألف درهم للجائزة الثانية. وتحصل "السربة" المحتلة للرتبة الثالثة على جائزة بقيمة 200 ألف درهم. وقال عبد الحميد بنعزوز، في ندوة صحافية عقدتها جمعية معرض الفرس بالجديدة، إنّ المعرض تمكّن من تطوير قطاع تربية الخيول في المغرب، وهو ما ساهم في انتعاش الحرف المرتبطة به، كصناعة السروج والبنادق وغيرها من الإكسسوارات التي توفر فرص شغل جديدة. وفضلا عن مسابقة القفز على الحواجز، التي تعرف مشاركة أبطال عالميين ومغاربة، سيشهد معرض الفرس بالجديدة ابتداء من اليوم الثلاثاء وإلى غاية يوم الأحد القادم تنظيم المسابقات الخاصة بالجواد العربي الأصيل، والجواد العربي البربري، والجواد البربري المغربي، فضلا عن مسابقات "التبوريدة". وموازاة مع هذه المسابقات، سيشهد معرض الفرس بالجديدة تنظيم ندوات ثقافية علمية، على مدى يومين، سيحاضر فيها خبراء متخصصون مغاربة وأجانب، في مواضيع تتعلق بتربية الخيول. كما سيطلع زوار المعرض على أروقة عدد من المؤسسات الوطنية والدولية المشتغلة في مجال تربية الخيول. ويولي منظمو معرض الفرس بالجديدة أهمية خاصة لحضور الأطفال، إذ يُتوقع أن يصل عدد الأطفال الذين سيزورون المعرض خلال دورته الحالية عشرين ألف طفلة وطفل، بهدف "إطلاعهم على التراث المغربي وجعلهم مرتبطين بثقافتهم المحلية"، كما قال بنعزوز. وانطلق معرض الفرس بالجديدة سنة 2008، وقال بنعزوز إنه خلف آثارا إيجابية اقتصاديا واجتماعيا؛ "فعلى الصعيد المحلي عرفت مدينة الجديدة تحسنا على مستوى البنية التحتية، كما شُيدت بها عدد من الوحدات الفندقية، وعلى الصعيد الوطني ساهم المعرض في ازدهار الأنشطة المرتبطة بالحرف وجودة تربية الخيول، في جميع الأصناف، كمّا وكيفا"، وفق تعبيره. وأضاف المتحدث ذاته: "قبل خمسة عشر عاما كانت هناك مواسم قليلة للفروسية، أما الآن ففي كل قرية هناك موسم، وهذا يساهم في إنعاش الاقتصاد المرتبط بالفروسية". وبخصوص طريقة صرْف الميزانية المرصودة لمعرض الفرس بالجديدة، قال معزوز إنها تخضع لمراقبة شركتين للافتحاص، "ولا يمكن أن يتم صرف درهم واحد بدون تعليل، حسب المساطر والقوانين الجاري بها العمل".