تتواصل فعاليات المعرض الدولي للفرس في الجديدة، لليوم الثالث على التوالي، بانطلاق البطولة الوطنية للفرس العربي الأصيل، اليوم الخميس، بعد أن اختُتمت، أمس الأربعاء، بطولة الخيول العربية البربرية، التي انطلقت خلال اليوم الأول من المعرض، باستمرار تقديم عروض في فن «التبوريدة. وتسهر على اختيار الخيول الفائزة ضمن البطولة المذكورة لجنة تضم خمسة حكام يعتمدون معايير محددة، من بينها معيار سلامة مشي الحصان وسلاسته وشكل الرأس والرقبة. وتتميز الدورة الثالثة، المنظمة ما بين التاسع عشر والرابع والعشرين من الشهر الجاري، من معرض الجديدة الذي افتتح مساء يوم الاثنين الماضي، تحت الرعاية الفعلية للملك محمد السادس، بتقديم عروض فنية أبدع فيها الفارس والفرس، قدمها فرسان الحرس الجمهوري الفرنسي، لأول مرة خارج تراب فرنسا. كما تتميز الدورة، بتعدد برامجها وأنشطتها الرياضيو العلمية والثقافية، حيث يقدم المعرض لزوار هذه الدورة برنامجا يجمع ويدمج ويعمم روح المنافسة بين مختلف مكونات الفروسية. ويشكل المعرض، المقامة فعالياته على حلبة الفروسية الأميرة للا مليكة، على مساحة تسعة هكتارات، 20 ألف متر مربع منها مغطاة، فرصة للقاء ولتبادل الخبرات، بحضور مجموعة من المؤسساتيين وممثلين جهويين ومهنيين. ويعد معرض الفرس الدولي مجالا خصبا لملاكي ومربي الخيول، بكل أصنافها على الصعيدين الوطني والدولي، للتعرف والاستفادة من آخر التطورات التي يشهدها القطاع، علما أن الدورة الحالية تشهد مشاركة تسع دول عربية وأوربية، في مقدمتها فرنسا، ضيف شرف الدورة. ويخصص معرض الفرس في الجديدة، الذي تضاعف عدد زواره خلال هذه السنة ليصل 210 آلاف زائر، والذي يستضيف ثمانين عارضا وأزيد من 700 من الخيول، (يخصص) فضاء واسعا يحتضن سبعة فضاءات مختلفة (فضاء مؤسساتي وثان عالمي وثالث للممونين وآخر للفنون والثقافة، بالإضافة إلى فضاء خاص بمربي الخيول وفضاء سابع تجاري). ويقترح المعرض على زواره خدمات ومنتوجات متنوعة، للنهوض بالإنتاج الحيواني وتحسين الجينات الوراثية وتثمين القطاعات الرئيسية للاقتصاد الجهوي، خاصة منها تربية الخيول. أما عن برنامج هذه الدورة، فإنه يتضمن عرضا دوليا للفرس العربي ومسابقات للقفز على الحواجز وبطولة وطنية للفرس العربي البربري والفرس العربي الأصيل ومسابقة عروض للخيول صغيرة الحجم، إضافة إلى عروض فنية في «التبوريدة» يتم بعدها تقديم جوائز للفائزين. ومن جانب آخر، برمج منظمو المعرض ندوات علمية من تنشيط متخصصين مغاربة وأجانب في مواضيع «الحيوات السبع للفرس البربري» و»انتقاء مدعم من قبل خبراء للفرس البربري»، ثم «دور الحكام في تطوير الفرس البربري»، باعتبار الأخير (الفرس البربري) محور اهتمام خلال هذه الدورة. وتتدارس المحاضرات سالفة الذكر، التي تتمحور وتخص هذه السنة، ثقافة الفرس في بلدان حوض البحر المتوسط، مواضيع «الفرس في ذاكرة الأندلس» و»مظاهر قافلة الخيل والفروسية في بعض حضارات البحر المتوسط» وكذا «شعرية الفرس عند العرب بين النمطية والتنوع»، دون أن يغفل المنظمون اهتمامات الأطفال من زوار المعرض، فقد تم تحديد عدد من الأنشطة، منها نزهات على متن عربات تجرها الخيول وكذا التعليم الأولي للقفز على الحواجز، إضافة إلى تغذية الخيول الصغيرة وأنشطة ترفيهية أخرى. وحسب جمعية معرض الفرس الدولي، تعد هذه التظاهرة تكريما للفاعلين في قطاع الخيول على الصعيدين الوطني والدولي، وبشكل خاص، للدور الذي تلعبه الشركة الملكية لتشجيع الفرس، الذي يساهم، بشكل ملحوظ، في النهوض بقطاع الخيول على الصعيد الوطني، زيادة على مساهمته في تسوية المشاكل والخلافات الشكلية، سواء بين أعضاء الجمعيات أو ملاكي الخيول، المنضوين تحت لواء الشركة الملكية للفرس. وتجدر الإشارة إلى أن جمعية معرض الفرس تهدف إلى جعل هذه التظاهرة الدولية مناسبة للتعريف بمزايا وخصال الفرس، قصد تنمية وتأهيل قطاع الخيول في المغرب وكذا الاهتمام بتقاليد وعادات الفروسية وموروثاتها المرتبطة بالهوية الثقافية الوطنية.