استقبل معرض الفرس في دورته الثانية عشرة بالجديدة، الذي انطلق أول أمس الثلاثاء، أزيد من 700 فارس قادمين من قرابة 40 دولة، فيما تتوقع اللجنة التنظيمية استقبال أزيد من 200 ألف زائر على غرار السنة الماضية. وكشفت اللجنة المنظمة لمعرض الفرس، المقام بمركز المعارض محمد السادس، خلال ندوة صحفية يوم الافتتاح أنه من المنتظر أن تعرف هذه التظاهرة إقامة العديد من المسابقات من أبرزها الدورة الرابعة للجائزة الكبرى لجلالة الملك محمد السادس لفنون الفروسية التقليدية، وكذا المحطة الثالثة من الدورة العاشرة للدوري الملكي المغربي للقفز على الحواجز (نجمة واحدة وأربع نجوم) بمشاركة أبطال عالميين وأولمبيين يمثلون 20 بلدا. وتابعت اللجنة المنظمة أن برنامج المعرض المقام تحت شعار “الفرس في المنظومات البيئية المغربية”، يشمل أيضا مسابقة كأس المربين المغاربة للخيول العربية، والمباراة الدولية لجمال الخيول العربية الأصيلة، والبطولة الدولية للخيول البربرية، والبطولة الوطنية للخيول العربية البربرية. وأضافت اللجنة أنه إلى جانب هذه المنافسات يشمل البرنامج العديد من الأنشطة المتعلقة بالفروسية الترفيهية، والتي تشجع على احتراف المهن والمهارات المرتبطة بعالم الفروسية، ومنها مسابقة في فن الرسم خاصة بالمواهب الشابة، فضلا عن مجموعة من المحاضرات الثقافية والعلمية والندوات الموضوعاتية تتمحور في مجملها حول البعد الثقافي للفرس في المنظومة البيئية. وشددت اللجنة على أن هذه التظاهرة، التي تقام تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، تشكل مناسبة للاحتفاء بالفرس، الذي يعد رافدا من روافد التنمية الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بقطاع تربية الخيول بالمملكة. أولوية للطفولة أبرزت اللجنة أنه على غرار كل سنة، سيستقبل المعرض، مجموعة كبيرة من الأطفال بفضاء تربوي وبيداغوجي وترفيهي يروم نقل ثقافة الفرس إلى الزوار من الناشئين، وذلك على هامش أمسيات عروض للفروسية تقدمها فرق من داخل المغرب وخارجه، مبرزة أن المعرض يخصص فضاءات للتعريف بالفرس وكذا لصناعة المنتوجات المتعلقة بهذا الموروث الأصيل، فضلا عن تنظيم معارض للفن التشكيلي خاصة بالخيول. أما الفضاء التربوي والترفيهي، فككل سنة يستقبل معرض الفرس الآلاف من التلاميذ في إطار زيارات مخصصة، لاطلاع الأجيال الجديدة على عالم الفروسية. وفي البرنامج، العديد من الأنشطة البيداغوجية والترفيهية، حيث سيكون بإمكان الأطفال القيام بجولة على ظهر الحصان، وأيضا على متن العربات، كما سيستفيدون أيضا من العروض التي ستقام في قاعتين للسينما ويمكنهم كذلك الاستمتاع بالعروض والألعاب السحرية، كما يشاركون في أنشطة النحت والتلوين. وسيتم إبهار الصغار بالألعاب البهلوانية والبولو والروديو، مع جولات على العربات وحتى الكرنفال فضلا عن دورات خاصة بكيفية العناية بالخيول. تنوع ثقافي وفي السياق ذاته أوضح مندوب معرض الفرس بالجديدة، الدكتور الحبيب مرزاق، أن اختيار شعار “الفرس في المنظومات البيئية المغربية”، للدورة الثانية عشرة التي يحتضنها مركز المعارض محمد السادس إلى غاية 20 أكتوبر الجاري، يرمي إلى إبراز تنوع التضاريس والمناخ والغطاء النباتي في بلادنا والذي يؤدي إلى تعدد استعمالات الفرس حسب الاختلاف الجغرافي للمناطق وخصوصياتها. وقال مرزاق خلال ندوة صحفية عقدتها اللجنة المنظمة للمعرض أول أمس الثلاثاء، إن المغرب معروف أيضا بتراث ثقافي غني ومتنوع يتميز الفرس بمكانة بارزة داخله، مبرزا أنهم سيعملون على إبراز هذا الموضوع عبر الجغرافيا والاقتصاد الاجتماعي والثقافة، فضلا عن تنظيم محاضرات عملية وثقافية بمشاركة نخبة من الأسماء الفاعلة في القطاع. مسابقات متنوعة واستحضار للعمق الإفريقي وأوضح المتحدث نفسه أن هذه الدورة الجديدة توقع على استمرارية الاحتفاء بالفرس، بمختلف تجلياته، موضحا أن مختلف المسابقات ستتواصل خلال هذه الدورة “في مقدمتها الجائزة الكبرى لجلالة الملك محمد السادس للتبوريدة، والجائزة الكبرى لجلالة الملك محمد السادس للقفز على الحواجز، المدرجة ضمن الدوري الملكي المغربي”، معتبرا أن ذلك يعكس مكانة المعرض داخل أجندة المحافل الدولية التي تعرف منافسات قوية بين أجود الفرسان من المملكة والعالم. وشدد مرزاق على العمق الإفريقي للمغرب، من خلال استضافة عدد من العارضين من دول إفريقية شقيقة، إلى جانب مواصلة الانفتاح على جمهور الصغار، عبر استقبال زيارات منظمة لمؤسسات تعليمية وجمعيات فاعلة في مجال الطفولة، إلى تنظيم نهائي مسابقة “إيكوي بلاي”. عروض متنوعة يقترح معرض الفرس هذه السنة لفائدة العموم فضاء متميزا للعروض، أقيم على مساحة تناهز 9600 مرت مربع، يجمع فضاء الجهات، وفضاء الفن والثقافة، والفضاء التربوي والترفيهي. ويمثل هذا الفضاء فرصة لاكتشاف غنى موروث الفروسية الوطنية، وتحف غير مسبوقة ومدهشة مستوحاة من الفرس، إلى جانب تنشيط مخصص للصغار والكبار. ويعد فضاء الجهات رواقا للعرض والتبادل حول تجربة وخبرة الجهات في مجال الفروسية، ومناسبة للاحتفاء بالموروث الوطني، والاطلاع في الآن ذاته على التقنيات والمهارات التقليدية القديمة المتعلقة بالفرس. ويوفر هذا الفضاء هذه السنة برمجة متجددة من الأنشطة الترفيهية والإبداعية، تتوزع بني التدريب على ركوب الخيل، وأنشطة ترفيهية وفنية منها النحت والتلوين، فضلا عن مسار قصري بواسطة خيول خشبية، ونزهة على منت العربة. ويشمل برنامج هذه السنة، مجموعة من الأنشطة لتعلم واكتساب نشوة وفرح ركوب الخيل، وسيتم تقديم ورشات حول الأكروبات الهوائية والبولو ومسابقات رعاة البقر، مع ركوب العربات، ألعاب الكيرميس، وأيضا ورشات إبداعية. وفيما يهم فضاء الفن والثقافة، فلقد كان الحصان في كل الأزمنة مرتبطا بالفن والثقافة حسب منظمي المعرض، ومن أجله سيمكن هذا الفضاء الزوار من السفر في رحلة لاكتشاف عالم يجمع الإبداعات في علاقتها مع عالم الفروسية. وسيشمل البرنامج الخاص بهذا الفضاء: لوحات، منحوتات، وتحف من كل الأنواع تثمن الفرس في كل أشكاله.
أمسيات الفرس يمنح معرض الفرس للجديدة، مناسبة فريدة للجمهور، من مختلف الأعمار، من خلال حضورهم لعروض الفروسية الفنية، التي تقدم أقوى اللوحات الإبداعية التي تتمحور حول الفرس، وتعرف الدورة الثانية عشرة للمعرض، مشاركة أسماء عالمية لامعة ومشهورة في ميدان الفروسية الترفيهية، سيقدمون فقرات ذات جودة عالية، وهم: – الحرس الملكي البريطاني: ينتمي حراس الخيول الذين يمثلون أفواج الفرسان في البيت الملكي البريطاني إلى اثنين من أقدم أفواج الجيش البريطاني، وهما: “بلوز ورويالز” بسترة زرقاء داكنة، و”حراس الحياة” بسترة حمراء. – جانلوكا كوبيتا وأندريا جيوفانيني ومجموعة سياندا: بدأ كل من جانلوكا كوبيتا وأندريا جيوفانيني مسيرتهما الفنية في فن الألعاب الاستعراضية، وهي موهبة دفعتهما إلى المشاركة في تصوير الأفلام الإيطالية الرائعة، بلقائهما مع مجموعة “سياندا” الراقصة، نشأت العديد من العروض التي أبدعوا في تأديتها خلال أهم حفلات عروض الفروسية في أوروبا. – غيوم أسير بيكار: هو فنان فرنسي بارز في فن الفروسية، وقد تم تقديم عروضه التي تضم خيول كوميدية حرة، في العديد من البلدان. – فريدريك بينون وماجالي ديلجادو: فنانان متميزان في الفروسية، هما مؤسسان شريكان ل”كافاليا” ومنشئا EQI الفرس الحر، وقام هذان الفنانان بتقديم عروضهما أمام أكثر من مليوني متفرج في جميع أنحاء العالم. – هاستا لويغو: يعملون على تطوير مهاراتهم كمدربين وفرسان منذ ثلاثين عاما، إنها أقدم مجموعة فرنسية للخيول الاستعراضية، خطوة بخطوة، تمكنت هذه العائلة من بصم سمعتها بنفس الإحساس والنجاح. – المديرية العامة للأمن الوطني: تقوم مدرسة الخيالة التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، بتدريب فرسان رفيعي المستوى بهدف المشاركة في المعارض الوطنية والدولية. – الحرس الجمهوري الفرنسي: يعد آخر وحدة مركبة في الجيش الفرنسي، ويتكون فوج الفرسان المرموقين من ثلاثة مجموعات للسير، ومجموعة غير مصنفة، ومركز للتأهيل. – الشرطة الإسبانية: تبنت الشرطة الإسبانية الحصان بسبب قدرته على تخطي العديد من العقبات الطبيعية والاصطناعية، فضلا عن قدرته البدنية التي تسمح له بالتحرك بسرعة، كل ذلك في احترام للطبيعة. – مدرسة فنون الفروسية بمراكش: منذ تأسيسها سنة 2011، في رحاب الحريسة الوطنية المنضوية في إطار مدرسة فنون ركوب الخيل بمراكش، وهي تواكب مختلف التظاهرات التي تعنى بالفروسية. *** العلوي: معرض الفرس فرصة للقاء بين المهنيين المحليين والدوليين قال الشريف موالي عبد الله العلوي، رئيس الجامعة الملكية المغربية لرياضة الفروسية، إن معرض الفرس الذي تحتضن فعالياته مدينة الجديدة منذ سنة 2008 تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، يساهم في تطوير قطاع الفروسية بالمغرب. وأبرز العلوي أنه يتم تنظيم العديد من الأنشطة المتعلقة بالفرس في إطار مسابقات أو معارض وطنية ودولية ذات مستوى عالي، مشيرا إلى أن برنامج التنشيط المعتمد يظل في خط توجيهي لمعرض احترافي تجتمع فيه أنشطة الفروسية الترفيهية، الثقافية، الفنية، الرياضية والتعليمية والذي يستهدف في سائر دوراته جمهورا غفيرا ومتنوعا. وشدد العلوي على أن المعرض أصبح نافذة استعراضية لتراثنا الثقافي الغني والمرتبط بالفرس وأيضا فرصة للتعبير عن الارتباط العميق للمغاربة بهذا المخلوق النبيل، كما أنه يساهم أيضا في تنمية وتطوير مهن قطاع الفروسية بالمغرب ويوفر منصة تبادل أساسية بين مختلف المتدخلين في قطاع الفروسية. وأكد رئيس الجامعة الملكية المغربية لرياضة الفروسية، أنه على المستوى الدولي، اكتسب معرض الفرس للجديدة سمعة لا جدال فيها حيث يعتبر واحدا من أشهر معارض لتنوع الأنشطة المنظمة فيه ولأنه فرصة للقاء المهنيين المحليين والدوليين. *** منافسات الأدوار النهائية انطلقت، عصر أول أمس الثلاثاء (يوم افتتاح المعرض)، منافسات الأدوار النهائية للدورة الرابعة للجائزة الكبرى لجلالة الملك محمد السادس لفنون الفروسية التقليدية التي تقام ضمن فعاليات معرض الفرس المنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس من 15 إلى 20 أكتوبر الجاري بمركز المعارض محمد السادس بمدينة الجديدة. وعرف اليوم الأول من نهائيات الجائزة الكبرى، المنظمة تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية للفروسية، مشاركة اثني عشر مجموعة (سربة) في فئة الكبار تمثل مختلف مناطق وجهات المملكة. وتجري دورة هذه السنة بطريقة الإقصاء المباشر، حيث تتنافس 12 مجموعة (كبار)، تتشكل كل واحدة من 15 فارسا وفرسا يتقدمهم المقدم (العلام). وتتميز هذه الدورة بمشاركة أجود الفرسان والخيول المغربية، فضلا عن أفضل المجموعات (سربات) التي تمثل جهات الداخلة -وادي الذهب والعيون –الساقية الحمراء، ودرعة تافيلالت والرباط-سلا-القنيطرةوبني ملال -خنيفرة، وفاس -مكناس، الجهة الشرقية وطنجة –تطوان-الحسيمةوالدارالبيضاء -سطات، وسوس-ماسة، ومراكش-آسفي، وكلميم-واد نون. وكانت سبع سربات من بين ال12 المشاركة في الجائزة الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس قد خاضت سابقا غمار منافسات الدورة ال18 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية التقليدية، برسم بطولة المغرب لسنة 2019 التي احتضنها المركب الملكي للفروسية والتبوريدة دار السلام بالرباط في ماي الماضي. وكان لقب الدورة الثالثة للجائزة الكبرى لجلالة الملك محمد السادس لفنون الفروسية التقليدية (التبوريدة) قد عاد لسربة المقدم ماهر البشير (جهة الدارالبيضاء-سطات). وجاء تتويج سربة المقدم ماهر البشير بعد حصولها على مجموع 390.80 نقطة بعد خمسة أيام من التباري، متبوعة بسربة المقدم توفيق الناصيري من جهة الدارالبيضاء -سطات، برصيد 386.45 نقطة، فيما احتلت سربة المقدم محمد الزواوي، من جهة بني ملال-خنيفرة الرتبة الثالثة بمجموع 377.87 نقطة. ويتضمن برنامج التباري الإنجازات التي يحققها فرسان “السربة” تحت قيادة “المقدم” والتطابق الحركي الجماعي والسير بانضباط (الهدة أو التشويرة) ووحدة حركة البنادق والطلقة الجماعية الموحدة ووحدة اللباس والسروج. ويؤخذ بعين الاعتبار التنسيق بين فرسان السربة ودرجة التواصل والسيطرة على الجواد، بالإضافة إلى طريقة الركوب والهيأة العامة للفارس والجواد، وفق معايير يحددها الحكام التابعون للجامعة الملكية المغربية للفروسية.